ربيع الثورات العربية (1) ونحن نراقب إيجابيات وسلبيات ربيع الثورات العربية التي فرضت نفسها علي أجندة الاهتمام الدولي منذ بداية هذا العام ينبغي أن نضع في اعتبارنا جملة حقائق أساسية يفترض أن تكون هاديا ومرشدا لهذه الثورات حتي لا تتوه الخطي بسبب عدم امتلاك بوصلة الاتجاه الصحيح. وبداية أقول: إنه لم يعد بمقدور أي دولة عربية مهما بلغت قوتها أن تسبح وحدها ضد تيار التغيير والإصلاح والتحول الديمقراطي الذي يضمن وضع القضية الاجتماعية في صدر وصلب أي برامج إصلاحية تحت أي عناوين سياسية أو اقتصادية أو أمنية لأن درجة النمو الاجتماعي هي التي سوف تحدد نوع الديمقراطية فالمسألة ليست مجرد اعتناق وقبول بما يسمي بالمقاييس الليبرالية وإنما قوة ومتانة البناء الاجتماعي هي التي تحدد شكل ونمط البناء الديمقراطي الذي يلائم كل دولة علي حدة. وهذا النمو الاجتماعي الذي أتحدث عنه مرهون بمدي قدرة دول الأمة مجتمعة علي إعادة صياغة مناهجها الاقتصادية بحثا عن التكامل الاقتصادي «الغائب دون مبرر» ومن أجل التوظيف السليم للموارد والإمكانات العربية باتجاه التنمية الزراعية والتنمية الصناعية بعد أن ثبت عقم وخطأ الرهان علي إمكانية استقدام استثمارات أجنبية بالقدر الكافي والمأمون ! وإذا كانت إحدى أهم سمات الإصلاح الديمقراطي المنشود هي حرية الإنسان فإن ذلك يتطلب تعميق درجة الشفافية وترسيخ قواعد المجتمع المفتوح تحت مظلة من ضمانات كاملة تؤكد استقلالية القضاء والجامعات وتتحصن بحرية الصحافة التي تتجاوز حدود مرحلة التنفيس إلي آفاق القدرة علي إضاءة المشاعل وكشف الحقائق. إن الأوضاع العربية الجديدة بكل متغيراتها العميقة تحتاج منا إلي نظرة مختلفة ورؤية جديدة بقدر ما استجد من معطيات باتت تحتم سرعة الانتقال إلي الشرعية الدستورية وليس مجرد الشرعية التقليدية وذلك يتطلب حسن قراءة الواقع واستخلاص النتائج من قلب حوار حر واسع ومفتوح يعكس رؤية جميع القوي ويمنحها فرصة التعبير عن نفسها في النور. وغدا نواصل الحديث. خير الكلام: عند الغضب ينفلت لسان الأحمق بينما يصبح الحكيم كالأبكم ! [email protected] المزيد من أعمدة مرسى عطا الله