بعد48 ساعة من الانقلاب الذي وقع في النيجر, عادت الحياة إلي طبيعتها للعاصمة نيامي صباح أمس, وانتشرت المدرعات والآليات رباعية الدفع المجهزة برشاشات ثقيلة في منطقة الهضبة التي تضم مقر الرئاسة ووزارت ومباني رسمية ومقر رئاسة أركان الجيش. كما خرج مئات الأشخاص إلي الشوارع في مظاهرات تأييد للانقلاب, معبرين عن فرحتهم لما حدث, وذلك بعد أن دعت المعارضة إلي مظاهرة دعما لقادة الانقلاب. وسيرت القوات التابعة لقادة الانقلاب دوريات في نيامي, في حين عم الهدوء العاصمة وفتحت الأسواق والبنوك والمدارس أبوابها كالمعتاد. ولم يقتصر الأمر علي العاصمة فحسب, بل شهدت عدة مدن في النيجر مظاهرات مؤيدة للانقلاب بعد التعديلات الدستورية التي أدخلها تانجا في الدستور ومدد بموجبها فترة حكمه, كما وسع من سلطاته الدستورية. وفي غضون ذلك, أكد جوكوي عبد الكريم المتحدث باسم المجلس العسكري الذي قاد الانقلاب في النيجر أن الرئيس المخلوع تانجا في ظروف اعتقال جيدة ويخضع لمتابعة طبية مستمرة من طبيبه الخاص, لكنه لم يحدد المدة التي سيظل فيها تانجا رهن الاعتقال. وأشار إلي أن المجلس العسكري الذي استولي علي السلطة يستعد حاليا للإفراج عن الوزراء حتي تعود البلاد إلي حالتها الطبيعية, وأعلن أن المجلس العسكري سيشكل قريبا مجلسا استشاريا للعمل علي صياغة مستقبل البلاد. View نيامي عاصمة النيجر in a larger map وفي غضون ذلك, أدان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون الانقلاب الذي وقع في النيجر. وطالب باحترام دولة القانون وحقوق الانسان في النيجر, ودعا السلطات الجديدة إلي الوفاء بوعودها بإعادة النظام الدستوري, وقال إنه يعارض أي تغيير حكومي بشكل غير دستوري وأي محاولة للبقاء في السلطة بطرق غير دستورية. كما انتقد بان كي مون الرئيس المعتقل تانجا لسعيه للبقاء في منصبه بعد أن انتهت فترته الثانية, وأضاف أنه تلقي معلومات تفيد بأن المجلس الأعلي لاستعادة الديمقراطية في النيجر الذي يقود الانقلاب أعرب عن نيته قي العودة إلي النظام الدستوري في النيجر. وفي واشنطن دعت الولاياتالمتحدة الأخيرة إلي عودة سريعة للديمقراطية في النيجر بعد الانقلاب الذي شهدته, وإلي إجراء انتخابات شفافة فيها. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن الولاياتالمتحدة تقدر موقف الاتحاد الأوروبي لرد فعل المجتمع الدولي تجاه الانقلاب. وأكد أن واشنطن ستعمل بشكل أوسع مع شركائها الأوروبيين من أجل إعادة إرساء الديمقراطية في النيجر في أسرع وقت ممكن. وكان قادة الانقلاب قد شكلوا مجلسا للحكم ووعدوا ببدء مناقشات مع مسئولين حكوميين لبحث مستقبل البلاد, ولم يشر المجلس العسكري إلي مدة بقائه في الحكم, إلا أنه دعا المجتمع الدولي إلي دعم الانقلاب.