اعتبر فيليب كراولى مساعد وزير الخارجية الأمريكية للشئون العامة أن ممارسات رئيس النيجر مامادو تاندجا هى التى عجلت بالانقلاب عليه. وقال كروالى، فى تعليق له على الانقلاب العسكرى الذى تشهده حاليا دولة النيجر،"إن هذا وضع صعب.. فالرئيس تاندجا كان يحاول تمديد فترة التفويض الممنوح له فى السلطة.. وقد يكون هذا عمل من جانبه تسبب فى الانقلاب عليه"، مضيفا أن النيجر بحاجة لأن تمضى قدما باتجاه إجراء انتخابات وتشكيل حكومة جديدة، مشيرا إلى أن السفارة الأمريكية فى النيجر تراقب الأوضاع عن كثب وأن جميع العاملين بها فى أمان. وكان متحدث باسم قادة الانقلاب العسكرى فى النيجر قد أعلن فى وقت سابق أن البلاد أصبحت حاليا تحت قيادة جماعة يطلق عليها (المجلس الأعلى لاستعادة الديمقراطية) وأنه تم تعليق الدستور فى البلاد وحل كافة مؤسسات الدولة، وكذلك تم إغلاق الحدود وفرض حظر التجوال فى البلاد. واقتحمت مجموعة من العسكريين أمس الخميس، القصر الرئاسى واقتادوا الرئيس تاندجا وأعضاء مجلس وزارته إلى وجهة مجهولة بعد معركة بالسلاح. وانتشرت دبابات وآليات رباعية الدفع مزودة برشاشات ثقيلة اليوم الجمعة، فى مقر القصر الرئاسى فى نيامى، غداة الانقلاب الذى أطاح الرئيس النيجرى مامادو تانجا. وكان هذا الحى الذى يحمل اسم بلاتو ويضم وزارات ومبان رسمية وهيئة أركان الجيش مقفرا صباح اليوم، باستثناء عدد قليل من الموظفين. فى المقابل، يبدو الوضع فى حى دار السلام ولازاريت الشعبيين أقرب إلى الطبيعى ويتجول سكانهما فى الشوارع. وقام "المجلس الأعلى لإعادة الديمقراطية" الخميس، بانقلاب أسفر عن سقوط ثلاثة أو أربعة قتلى وعشرة جرحى على الأقل، كما ذكر شهود ومصدر طبى. وقال شهود إن الانقلابيين استهدفوا القصر الرئاسى وتحدثوا عن إطلاق نار كثيف فى محيطه. وتقوم دبابة الجمعة، بحراسة المبنى بينما تشاهد آليات عسكرية فى باحتة. ودمرت بوابة القصر الرئاسى جزئيا بقذائف وكذلك مقر للحراسة. فى المقابل، تمركزت دبابة أخرى أمام هيئة أركان الجيش. وعلى بعد أمتار يقوم جنود بحراسة مدخل وزارة الخارجية تدعمهم آلية رباعية الدفع مزودة برشاش ثقيل. وقد أقيم حاجز على الطريق الذى يمر أمام الوزارة ويؤدى إلى مساكن ضباط. يذكر أن التوتر السياسى يتنامى فى تلك الدولة الواقعة غرب أفريقيا منذ أن قام الرئيس مامادو تاندجا بتغيير الدستور العام الماضى بشكل يسمح له بالترشح للرئاسة لفترة ثالثة.
