بعد ان بدأت مصر في جني ثمار الثورة وان اختلف البعض علي تقييم ثمارها حتي الآن لكن وفي كل الأحوال فإن البناء يجب أن ينطلق لانه شريان الحياة وقلبه النابض ويستمر المخلصون في متابعة المنجزات. ولكي نبدأ في الانطلاق نحو البناء فإن ثلاثة ثوابت يجب ألا تكسر. هي لازمة بل وحتمية والجميع يجب الحرص عليها, أمن الوطن والمواطن عودة الشرطة بقوة وصرامة شرعية واستمرار قيادة الجيش للأمة بكبرياء وحسم حتي يسلمها إلي القائد المنتخب الجديد. وبعيدا عن متطلبات الشعب السياسية فإني اقترح ان تكون محاور البناء الواجب فورا تنفيذها هي كالتالي: إعادة هيكلة منظومة الإعلام بما يوازن بين الحرية وبين القيم والاخلاق, وبين الصدق والحقيقة وين مصالح الوطن, وبين الاحترافية والمهنية وبين البحث عن السبق الإعلامي غير المسؤول. ان اعادة الطمأنينة والأمان لقلوب المستثمرين القائمين والقادمين أمر يأخذ الأولوية الأولي لضمان الوقود المستمر لعجلة الاقتصاد وبالتالي التنمية الشاملة, الأمر الذي يتطلب توافر الأمن والأمان قسرا وليس طواعية. ان طمأنه العالم الخارجي علي احترام مصر لكل التعهدات والاتفاقيات المبرمة بين الطرفين وحتي لو كانت هناك تباينات في وجهات النظر أو المصالح. أن ضبط أوضاع هذه الاختلافات أو اعادة الاتفاق أو نقضها يتطلب الانتظار وحتي يعاد ترتيب البيت وتقوية البناء ان اعادة الطمأنينة والأمن الي الشارع المصري بصورة كاملة سوف يعيد السياحة والسياح إلي مصر. ان ملف الموارد المائية يجب ان يكون في صدارة أولويات العمل الوطني ودراسة امكانية ايجاد مصادر بديلة. ان قضايا متانة النسيج الوطني وارتباطه بتحول مصر إلي دولة مدنية شعارها الدين لله والوطن للجميع. ان تفشي الأمية التعليمية والثقافية والتي تقترب إلي اكثر من60% اصبحت تمثل وحشا زاحفا هائجا مفترسا يهدد الأمن القومي ويعوق انطلاق التنمية. ان العمل والإنتاج والابتكار والابداع هي الوسيلة الوحيدة لتأكيد نجاح الثورة وهي الطريق الاوحد لتحقيق مطالبها, وهي الآلية المنفردة والمتفق عليها لحجز موقع علي الخريطة العالمية وسط الدول المتقدمة غير ذلك اختار الرافضون الطريق السهل لحرق مصر كلها. آخر الحديث.. لاتضيعوا الوقت ولا الجهد ودعونا نبدأ في البناء. فمصر تنادي كل المخلصين. يارب عميد كلية الحاسبات الأسبق جامعة القاهرة المزيد من مقالات د.محمد حسن رسمى