وسط مشاركة شعبية غير مسبوقة, جدد الأتراك ثقتهم في حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة رئيس الوزراء رجب طيب أردوغان وفي سياساته الداخلية والخارجية. وحسب هذه النتائج, بلغت نسبة المشاركة في الانتخابات68.7% بواقع41.9 مليون ناخب من أصل50 مليونا و189 ألفا و930 ناخبا أدلوا بأصواتهم في199 ألفا و207 صناديق. وحصل العدالة والتنمية علي نسبة49.91% من الأصوات, وصوت له21.4 مليون ناخب, وبلغ عدد مقاعده في البرلمان الجديد326 مقعدا من أصل550 مقعدا, وسيتمكن بذلك من تشكيل الحكومة الجديدة في البلاد منفردا للمرة الثالثة علي التوالي وللمرة الأولي في تاريخ تركيا. ووصلت نسبة التأييد إلي حوالي47% التي حصل عليها في انتخابات عام2007, وهو ما يشير إلي تزايد التأييد الشعبي للحزب علي نحو يفوق منافسيه. كما حصل حزب الشعب الجمهوري علي نسبة25.91%, وصوت له1,11 مليون ناخب, وحصل علي135 مقعدا في البرلمان, وحزب الحركة القومية علي12.99% وصوت له6,5 مليون ناخب, وفاز بعدد53 مقعدا في البرلمان, وحصل المستقلون علي نسبة6.6% من الأصوات, وصوت لصالحهم2.8 مليون ناخب وفازوا بعدد36 مقعدا من مقاعد البرلمان, وغالبية مرشحي المستقلين يمثلون حزب السلام والديمقراطية الكردي, وسيشكلون بعد ذلك مجموعة برلمانية باسمه. وسيضم البرلمان الجديد أكبر عدد من النساء, حيث سيصل عددهن إلي نحو74 نائبة مقابل50 في البرلمان السابق, بالإضافة إلي أول نائب من الآشوريين المسيحيين, وهو ايرول دورا من محافظة ماردين جنوب شرق البلاد الذي انتخب كمرشح مستقل مؤيد لحزب السلام والديمقراطية, ودخول وزير الخارجية أحمد داود أوغلو البرلمان نائبا للمرة الأولي عن حزب العدالة والتنمية عن مدينة كونيا, كما دخل البرلمان الزعماء الأكراد البارزون منهم أحمد تورك وأيسيل طوغلوق اللذين أخرجتهما المحكمة الدستورية من البرلمان بعد حظر نشاط حزب المجتمع الديمقراطي الكردي العام قبل الماضي, كما دخل إلي البرلمان9 أعضاء كانوا في السجن, حيث ينتظرون المحاكمة بتهمة التآمر, ومن بينهم3 من المتهمين في قضية منظمة أرجناكون الإرهابية المتهمة بالتخطيط للانقلاب علي الحكومة واغتيال أردوغان, وهم الصحفي بجريدة جمهوريت مصطفي بالباي ورئيس جامعة باشكنت الدكتور محمد خبرال, من خلال حزب الشعب الجمهوري, والجنرال المتقاعد انجين آلان من خلال حزب الحركة القومية, وستتوقف محاكمة المتهمين الثلاثة في إطار القضية بعد حصولهم علي الحصانة البرلمانية. كما دخل البرلمان ستة نواب أكراد متهمين في قضايا تتعلق بنشاط منظمة حزب العمال الكردستاني الانفصالية وتنظيم المجتمعات الكردستانية التابع لها, كما عادت الناشطة الكردية ليلي زانا بعد20 عاما من خروجها قضائيا أيضا من البرلمان, كما دخلت أشهر مطربة كردية في العالم صبحات أككيراز البرلمان من خلال حزب الشعب الجمهوري في اسطنبول. أما أصغر النواب في البرلمان الجديد فسنه26 عاما, فدخل البرلمان من خلال حزب العدالة والتنمية في اسطنبول, وهو بلال مجيد. وكان أردوغان قد اعتبر أمام حشد من أنصاره أن الفوز الكبير الذي حققه انتصار للديمقراطية ونموذج يقتدي به في الشرق الأوسط والقوقاز والعالم, وقال إن الذين فازوا اليوم ليسوا المواطنين في تركيا فحسب بل في بيروت ودمشق والبوسنة وغزة, فجميعهم أيضا فازوا. وقال أردوغان, في خطاب ألقاه من شرفة حزب العدالة والتنمية أمام حشد ضخم من أنصار الحزب بعد إعلان النتائج إن الدستور الجديد سيركز علي السلام, وسيكون دستورا للأكراد والتركمان والعلويين وجميع الأقليات, بمعني أنه سيكون دستورا يغطي احتياجات وتطلعات74 مليون مواطن تركي. ومن جانبه, قال زعيم حزب الشعب الجمهوري كمال كليتش دار أوغلو إن ما حققه حزبه هو انتصار أيضا, خاصة أنه خاض الانتخابات في فترة قصيرة بعد الأزمة التي أطاحت برئيسه السابق دينيز بيكال, متعهدا باستمرار الدفاع عن الديمقراطية وحرية الصحافة والمساواة بين الرجل والمرأة, ومتمنيا النجاح لحزب العدالة الفائز. ومن جانبها, رحبت الصحف التركية بنتائج الانتخابات, فوصفت صحيفة راديكال الليبرالية أردوغان بسيد صناديق الاقتراع, بينما صدرت صحيفة صباح الحكومية بعنوان يقول انطلق أيها السيد, وشكك المنتقدون في رسائل أردوغان بالمصالحة مع المعارضة. جاء ذلك في الوقت الذي وقعت فيه اشتباكات بين مجموعة من مؤيدي حزبي العدالة والتنمية الحاكم وحزب الشعب الجمهوري المعارض في أثناء احتفال مؤيدي الحزب الحاكم بفوزه في الانتخابات. ووقعت الاشتباكات أمس الأول أمام مقر حزب الشعب الجمهوري في أثناء تجوال مجموعة من مؤيدي حزب العدالة والتنمية بالسيارات ومرورهم من أمام الحزب المعارض وإطلاق شعارات أغضبت مؤيديه فقذفوهم بالحجارة ورد مؤيدو الحزب الحاكم بإطلاق الألعاب النارية. وفي ديار بكر, أصيب11 شخصا في انفجار قنبلة بإقليم شرناق جنوب شرق تركيا خلال الاحتفال بفوز مرشحين أكراد في الانتخابات البرلمانية, ووقعت اشتباكات بين قوات الأمن التركية ومواطنين أكراد تجمعوا للاحتفال بفوز المرشحين المستقلين لحزب السلام والديمقراطية الكردي. وقام المحتفلون بإشعال إطارات السيارات وقذف قوات الأمن بالحجارة والألعاب النارية, وقامت الشرطة بمطاردتهم في الشوارع, واستخدمت الشرطة قنابل الغاز المسيل للدموع وخراطيم المياه لتفريق المحتفلين بعد أن تطور الأمر إلي اشتباكات.