تهب علينا رياح الثورة يوما بعد يوم بكل ما هو جديد مستخدمة أسلحة التغيير الشامل لكل أروقة المجتمع وقطاعاته وهذه المرة طالت قطاع الفنون وتوغلت في ازقته حتي وصلت الي صناعة السينما والقائمين عليه بعد أن عانت السينما المصرية طيلة العقود السابقة من وعكة كادت تطيح بها, لتأتي الرياح هذه المرة بما تشتهي السفن حتي تستطيع السينما ان تتعافي وتسترد مكانتها الاصيلة. فهل تدرك رياح التغيير وعدوي الاصلاح السينما لانقاذ ما يمكن انقاذه؟ وهل سنري ومضات من النور في طريق المبدعين وجرس انذار لغيرهم من صانعي الهلس والسطحية؟ هذا ما اجابني عنه المخرج عصام الشماع قائلا: نحن بصدد تنشيط اتجاهات فكرية وخلق ايديولوجيات ثقافية وابداعية لمواكبة التغيرات الجذرية التي خلفتها ثورة25 يناير المباركة ويأتي ذلك من خلال الندوات والفعاليات التي تربط السينما والدراما بالواقع المصري الجديد. واضاف الشماع متفائلا: إن السينما المصرية سوف تتعافي في ظل هذا المناخ الصحي الذي فرضه الواقع الجديد, ويأتي ذلك علي مستوي آلياتها كصناعة وتوجهاتها الفكرية كثقافة وفن متزامنا مع تنشيط الابداع النقدي مؤكدا انه لن تكون هناك كتابة جيدة بلا نقد جيد, فهما جناحا الابداع. وحول الحديث عن الكم الهائل من الأفلام التي تدور حول احداث الثورة ورصدها والمتوقع عرضها قريبا يري مخرجنا أن تاريخ السينما حافل بمثل هذه النوعية من الافلام والتي يطلق عليها الافلام المناسبات مثل الافلام التي عبرت عن ثورة يوليو وانتصارات اكتوبر( الرصاصة لاتزال في جيبي, السمان والخريف, لاتطفئ الشمس, الطريق الي ايلات.. وغيرها) ولكن هناك نوعين من افلام المناسبات النوع الاول الافلام الفورية الآنية والثاني الافلام المتأنية التي تجئ بعد تمام نضوج المناسبة فتنقلها بعمق وبالتالي تكون أكثر ابداعا مثل فيلم اهل القمة الذي لم يكن له صلة مباشرة بالانفتاح الاقتصادي الا أنه صد انعكاساته علي المجتمع ببراعة, وهنا توقف الشماع قائلا: رغم اننا بصدد انتظار افلام وثائقية رائعة سوف تؤرخ لثورة يناير الباسلة الا انه ربما تطفو علي السطح بعض الاعمال التيك أواي التي ستحاول لصق الثورة في ذيلها وبنبرة متمردة قدم لنا عصام الشماع الخلطة السرية لصناعة سينما المستقبل قائلا: لازم الناس تشوف سينما مختلفة.. سينما ترتدي ثوب الابداع وتتخلص من ثوب الهلس حتي نسعي لترقية الذوق العام بعد ما اصابه من هبوط حاد, وترسيخ النظرة المعتمة للفنون ومن قبلها الفن السابع, فلترة الاعمال من شوائب السطحية والتفاهة فبعد ثورة يناير لن تصبح السينما افيون هذا الشعب الذي يغيبه عن الوعي حتي لا يري واقعه ولايتفاعل معه ونتخلص من ظاهرة ضحكتين وبس