كان التحدي الحقيقي من قبل علي مدي التغيير الذي يمكن أن تحدثه الثورة علي الذوق والمزاج العام للمشاهدين وجاءت التجربة الحقيقية للقياس علي ذلك التغيير وبالدليل القاطع والملموس من خلال ال3 أفلام المعروضة حاليا( الفاجومي) و(صرخة نملة) و(سامي أوكسيد الكربون) . وكما نعلم ان الفيلم الاول والثاني ليسا من نوعية افلام الموسم الصيفي المتعارف عليه والتي لا تخرج عن الكوميدية أو الشبابية أو الأكشن علي عكس الفيلم الثالث الذي ينتمي للكوميديا وبطله أيضا هو النجم الكوميدي هاني رمزي. ولأن الرياح تأتي دائما بما لا تشتهي السفن فقد خاب ظننا في إحداث أي تغيير حيث تفوقت ايرادات فيلم أوكسيد الكربون الكوميدي علي الفيلمين السابقين الجادين ليس هذا فحسب بل انه سحب البساط منهما حيث بدأ رفع فيلم الفاجومي بالفعل من بعض السينمات لأنه لم يحقق ايرادات وإذا استمر صرخة نملة في العجز عن تحقيق الإيرادات المطلوبة فسيتم رفعه هو الآخر ليحل محلهما طبعا سامي اوكسيد الكربون وكأن رياح الثورة لم تهب علي الذوق الجماهيري وبذلك تظل افلام السينما علي عادتها القديمة. وإذا كان الفنان محسن محيي الدين سيعود الي الاضواء مرة اخري فأهلا به لأنه فنان موهوب بحق وحقيقي وقد خسرناه بالفعل طوال فترة اعتزاله لكن الذي نرفضه ان تكون عودته كما تردد من خلال فيلم الخطاب الأخير الذي يتناول فساد النظام السابق.. اعتراضنا ليس علي تناول الفساد السابق ولكن أن تكون بداية الفيلم كما قيل عند لحظة اجتماع مبارك مع رموز نظامه وهو يعطيهم الضوء الأخضر بقتل المتظاهرين ونتوقف لأننا لا نريد تزييفا آخر للتاريخ.. وإذا كان الفيلم سيظهر مبارك وهو يعطي أوامره بإطلاق النار علي المتظاهرين فلماذا إذن سننتظر حكم القضاء طالما أن الفيلم أعطي حكمه مقدما.. وللأسف الشديد سيظل الفيلم بينما الحكم سينسي مع الوقت لأن السينما تخلد التاريخ,.. كفانا تزييفا لتاريخنا وإذا كنا قد طالبنا من قبل بعدم عمل فيلم عن الثورة لأنها لم تكتمل بعد فإننا نطالب بالمثل بعد تقديم أي عمل فني يتعرض لأي أحكام مسبقة سواء بالإدانة او حتي بالبراءة مادام القضاء لم يقل كلمته بعد فليس من حق السينما ان تصدر الحكم قبل المحكمة.