رفيق الصبان: الجمهور لن يقبل سينما الجسد يسرا: سينما القيمة الأدبية والإنسانية محمود ياسين: عودة البطولات الجماعية وتحطيم النجوم الأسطورية محمد العدل: السينما القادمة للوطن هشام سليم: تحويل السينما إلي منظومة شعرية خالد النبوي: السينما أيضا سياسة نيللي كريم: السينما القادمة للمبدعين فقط خالد الصاوي: سينما الإنسانية والرومانسية قادمة تامر عبدالمنعم: كفانا شرذمة سينمائية طارق الشناوي: لا لسينما المقاولات إيريس نظمي: سينما المستقبل ثورة للأفضل خالد الحجر: السينما جزء منا لن ينفصل عنا إسعاد يونس: سينما الوجوه الواعدة والمواهب الصاعدة كتبت -نسرين السعداوي السينما لها أثر كبير في اقتصاديات البلاد مما جعل طبقة من المنتجين المتخصصين لمعرفة تقبل الأسواق وكيفية فتح أسواق جديدة والسينما لم تقتصر عند الترفيه فقط بل انتقلت علي مر السنين وتطورت إلي آفاق أخري استخدمت كأداة للإعلام والإعلان وأداة توجيه مباشر أو غير مباشر لما لها من تأثير لأنها الفن الوحيد الذي يحتضن باقي الفنون: كالتأليف، الديكور، التصوير، الموسيقي التصويرية، الغناء، التمثيل، الإخراج ولذا سميت بالفن السابع وكلما تناغمت هذه الفنون معا وانسجمت مع الأحداث الدرامية للفيلم كان لها تأثير السحر لدي الشعوب جميعها من مشرقها إلي مغربها ومنذ بدايتها كسينما مصرية سنة 1913 باسم الشركة المصرية التي ساهم فيها وقتذاك «بنك دي روما» في باكورة إنتاجها فيلم «شرف البدوي» الذي شارك فيه المخرج محمد كريم كممثل بأدوار ثانوية. دور العرض السينما في هذه الأيام تعاني عدم اقبال الجماهير علي السينما والكل يسأل بعد أحداث 25 يناير ما شكل لسينما في المرحلة القادمة؟ في البداية يحدثنا الناقد: د. رفيق الصبان بقوله: الثورة خلقت لدينا تضامنا كنا نفتقده وأضاءت لنا زوايا مظلمة والفن يتأثر بذلك لأنه حساس والسينما سوف تتأثر بنسبة 100% لأنه يوجد تيار جديد يقوده شعور بالمسئولية تجاه الناس واتجاه السينمائيين سوف يختلف والجمهور لن يقبل الذي كان يتقبله قبل يوم 25 فكان الابتذال والتفاهه والسذاجة والسطحية التي كانت تخاطب الجسد فقط وجميع الأفلام في الآونة الأخيرة هكذا باستثناء فيلم (365 يوم سعادة) الذي فجر طاقة النجم أحمد عز الكوميدية بالإضافة إلي وسامته والسينما لم تنهض بين يوم وليلة ولكن علي استحياء وبنوع من التردد والسينما جزء من الحياة الواقعية التي سوف تعود رويدا رويدا ولكن سوف تكون أفلاما تحمل قيمة ولقد عبر المخرج عاطف الطيب بفيلميه «البرئ والهروب»، وله رؤية وكبرياء وكثيرا كان يلتزم الصمت عندما يتعرض للظلم. تري النجمة يسرا: السينما القادمة بعيدة عن الرأسمالية لأن ثورة 25 يناير أهم وأول انجازاتها القضاء علي طبقة الرأسمالية وهذا في حد ذاته ميزة لأن المفروض أن الدولة تضع السينما ضمن أولوياتها لأنها مصدر مهم للاقتصاد القومي وبذلك سوف يكون الاتجاه إلي القيمة الأدبية والإنسانية في المقام الأول التي من أجلها قامت عليها صناعة السينما في كل العالم. يقول الفنان إيمان البحر درويش: ثورة 25يناير اثبتت أن النجومية موقف ورأي ومبدأ ووجهة نظر لم تتغير وبعض الفنانين القلائل تصدوا لمبدئهم ولا يخشون من نجاحها أو فشلها دون تزييف أو مراوغة هؤلاء هم النجوم الحقيقيون والغالبية العظمي من الفنانين تواروا والتزاموا الصمت ومنهم من سافر خارج مصر والذين تفوهوا بألفاظ نابية خوفا علي مصالحهم الشخصية هؤلاء لا يصح أن يكونوا نجوم السينما المصرية والثورة خلعت أقنعة الخديعة وبانتهاء حكم الفرد الواحد سوف ينتهي أيضا فيلم النجم الواحد الذي كان يلتهم الميزانية ويقوم بكل الأدوار تحت مصطلح مستهلك وقتذاك «الجمهوري مما يذكرا» ولكن ده كان رزق الهبل علي المنتجين. يواصل النجم محمود ياسين الحديث بقوله: القضاء علي اسطورة النجم الأوحد الذي توهم أنه فوق النقد وقد فرضت شركات الإنتاج علي السينما الكومبارس، أرباع وأنصاف المواهب ليصيروا نجوما بالباطل وكل ذلك أفسد المنظومة السينمائية شكلا وموضوعا وغيروا الشكل الطبيعي للنجومية وصارت مستهلكة لكن من قام بمشهد أو اثنين وتصدرت صورته غلاف بعض المجلات الفنية بمصاريف والمنافقين من حوله يطلقون عليه لقب لا يناسبه ويزرعون بداخله الآنا والنرجسية وكأنه الاله الأكبر لا قبل ولا بعد، هذه الاسطورة الوهمية أعتقد أنها سوف تتحطم في المرحلة القادمة وستعود البطولات الجماعية من كل الأعمار وكل فنان له ذوق خاص وجمهوره ونكهة فنية خاصة به متلاحمة معا لخلق سيمفونية فنية حضارية تناسب شعب مصر العريق الذي ثبت أنه علي مستوي الحدث. يستطرد المنتج د. محمد العدل الحديث بقوله: السينما في المرحلة القادمة سيكون اتجاهها للوطن لأن ثورة 25 يناير اثبتت أن كل شيء زائل إلا الوطن الذي يحتضن كل أبنائه بجميع طوائفه وشرائحه وهذه أول ثورة تقوم علي الشعب فقط دون قائد والسينما سوف تكون هكذا فالنهوض بالسينما سوف يكون علي أيدي مجموعة كما كان في الماضي البعيد بل ربما تتفوق علي سينما الماضي لأن عصر النت والتكنولوجيا المفتوحة سيكون لها دور موضوعي لتطوير السينما كما كان لها دور موضوعي في إقامة هذه الثورة العظيمة. يواصل الفنان هشام سليم الحديث بقوله: ستتحول السينما في المرحلة القادمة إلي منظومة شعر جميل تروي وتحكي الثورة بكل مفرداتها وتفاصيلها العظيمة كروح التمرد والبطولة الجماعية وقلب نظام الحكم دون شيء ساذج والدعوة إلي اتحاد المبدعين معا: «كالمخرج، المؤلف، المنتج» لخلق سينما جديدة تناسب روح عصر الثورة واستثمار عصر التكنولوجيا في تطوير السينما شكلا وموضوعا والجماهير متلهفة إلي سينما جديدة بعيدة عن النمطية التقليدية التي أصابتنا بالملل وسينما اليوم في طريقها للانقراض بل سوف تنتهي نهائيا من خلال نهضة سينمائية بها انتفاضة فنية بكل المقاييس. تصف الناقدة فريدة الشوباشي: سينما الماضي بسينما الهلس وكانت سياسة الغرض منها تغييب العقل والوعي من خلال التركيز علي السلبيات كالأغنيات والمشاهد الساخنة التي كانت تدس في الأفلام دون مبرر والايحاءات الجنسية وسيرة العوالم والعلاقات الجنسية داخل غرف النوم وتجارة المخدرات والمطاردات الساذجة من خلال مصطلع وهمي يسمي سينما الأكشن وتهميش الرموز والكنوز الإنسانية عن قصد وتعمد لعدم وجود قدوة يستثير بها الشباب والآن وبعد الثورة الفرصة متاحة لعودة المخلصين لبلدهم وشعبهم وما أكثرهم ومصر ملهمة العالم العربي والسينما القادمة ستكون فاكهة متنوعة ثقافيا وإنسانيا وتاريخيا وعاطفيا وكوميديا وسيعود العمود الفقري للعمل وهو الكاتب الذي كان مهمشا في الفترة الماضية. يتمني الفنان خالد النبوي : أن تمثل سينما المستقبل تيارا ثقافيا كمرآة صادقة لشباب 25 يناير لمواجهة كشف الفساد المتفشي في المجتمع الذي كان له آثار سلبية علي صناعة السينما لأنها مرآة للواقع وتشهد السينما في المرحلة القادمة حركة تغيير علي جميع المستويات فكريا وموضوعيا وشكلا ومضمونا ومن المتوقع قلب الموازين السينمائية كما انقلب نظام الحكم في مصر والسينما في الأصل سياسة أيضا. تري النجمة نيللي كريم: السينما في المرحلة القادمة سوف تكون للمبدعين والفرصة الآن متاحة لهم وجاءت لهم علي طبق من فضة وأعتقد أن تكاتف المبدعين «كالمؤلفين والمخرج» سوف يفجرون ما بداخلهم من طاقة فنية مكبوتة منذ زمن بسبب الاقتباس من السينما الأمريكية شكلا وفكرا وحان الوقت أن يكون لدينا سينما مصرية 100% خاصة بنا. تشير الكاتبة فتحية العسال إلي: سينما المستقبل ستكون أكثر اشراقة وإنارة تطالب بالحرية والحوار والعدالة الاجتماعية ومعرفة الحقوق والواجبات من خلال كوكبة المخلصين للسينما المصرية والذين كانوا يصرخون ألما وينتزفون دما من أحوال السينما التي كانت تقدم الجهل والأمية تحت إطار السينما الواقعية ولكن الجمهور الآن هو الذي يرفض الابتذال وأصبح هو الحكم وتأشيرة نجاح هذا أو فشل ذاك ولن يستطيع أحد بعد الثورة أن يتلاعب بعواطفه أو تفكيره أو شهواته كما كان يحدث منذ أسابيع فقط. يؤكد النجم خالد الصاوي علي: اختفاء سينما العشوائيات التي كانت تروج للفاحشة والعنف والدم والانتهاك والاغتصاب وجرح براءة النفس الإنسانية التي كانت تناسب الحكم القائم وقتذاك وسوف يستبدل بها سينما تعود بنا إلي عصر الإنسانية الحقيقية والرومانيسة والهدوء النفسي والحياة الناعمة التي خاصمناها في خضم دخان وغوغاء ورائحة الفساد والكريهة والفتن الطائفية التي كانت تفجرها بعض الأفلام العربية من خلال طرحها بجهل العقائد الدينية سواء أفلام تسيء إلي الرسول الكريم بشكل مسف وسيء وأيضا أفلام تسيء إلي المسيح والسيدة مريم العذراء وكم عشنا في افتراءات وفتاوي جاهلة عن قصد لكي يشغلونا عن قضايانا الحقيقية. يواصل الفنان تامر عبدالمنعم الحديث بقوله: سبب انهيار سينما الماضي تشبث النجوم والنجمات بالكتابة خصيصا لهم علي حساب العمل وقيمته والمنتج كان متطوعاً لطلبات النجوم نظرا للعمل الفني الذي يحمل اسم هذا النجم أو النجمة الذي يأتي بالايرادات وبعد أن استهلكوا سينمائيا وطردتهم السينما من جنتها اتجهوا للدراما التليفزيونية التي أفسدوها هي الأخري وللأسف نحن في مصر هنا لا نعترف بفلسفة الاعتزال ولا نمنح الشباب فرصتهم وكان علي أثر ذلك انتشار الفساد والملل في جميع المجالات وليس في السينما فقط واتمني في هذه الفرصة التاريخية أن يعود روح الإبداع للكاتب الذي له رؤية وممنوع أن يتدخل الفنان في عمل المؤلف أو المخرج وكل فرد في موضعه الطبيعي وكفانا شرذمة. يقول الناقد الفني طارق الشناوي: اختفاء سينما المقاولات في الفترة القادمة نظرا لأن الإنتاج والعمل السينمائي سيقوم للشباب النقي المثالي الذي سوف يتعامل مع الفن بأسلوب حضاري، كما حدث في ثورة 25 يناير التي كانت بيضاء سلمية نقية حضارية ليس لها قائد وسينما المستقبل سيكون لها قاعدة جماهيرية عريقة دون محظورات أو فرض فن بعينه علي الجماهير كما كان يحدث في الماضي وهيمنة ثلاث شركات فقط علي الإنتاج السينمائي كانت كارثة سينمائية بكل المقاييس أدت إلي انهيارها ولكن اتمني أن يشعر كل مصري بالمسئولية والاتجاه إلي الهدوء وتضميد الجراح لنستطيع النهوض بجميع المستويات. تري الناقدة ايريس نظمي: السينما في المستقبل ستحمل ثورة ولكن من نوع خاص فكل عمل فني يتسم بالوعي والعمق والقيمة والموضوعية الفنية في حد ذاته يعتبر «ثورة» والإعلام له دور أساسي في المرحلة القادمة كما كان في الماضي يروج للفن الهابط كسياسة استراتيجية في الزمن الذي كان وجاء دوره للتكفير عن ذنوبه والتطهير من شوائبها وضرورة الموضوعية. يحلم المخرج خالد الحجر: بالسينما في المستقبل أن تكون جزاء منا لا تنفصل عن واقعنا وتحترم مشاعرنا وآدميتنا ولا تنتهك من إنسانيتنا وتسمو بنا إلي الخيال الراقي وفتح الحوار والمناقشة كجسر تواصل بين السينما والجمهور من خلال المواضيع التي تلمس بالفعل قضايا الشعب بكل طوائفه وكفانا سينما الفترة الماضية المملة الساذجة التافهة التي زادت حياتنا سخافة. تتحدث المنتجة إسعاد يونس عن: السينما القادمة ستكون من نصيب الوجوه الجديدة الواعدة الموهوبة بالفعل ولم تستطع إتاحة الفرصة الحقيقية لها في السينما سواء كانوا ممثلين، كتاب، مخرجين وهذا الاتجاه سوف يكون من قبل منتجي السينما في الفترة القادمة لتجديد دم السينما بما يتلائم مع عصر الثورة. يري الناقد رامي عبدالرازق: السينما في المرحلة القادمة ستكون بمثابة ناقوس إنذار لعدم إهدار الوقت وسيكون لها أثر إيجابي ولن تقدم إلا كل ما هو موضوعي من واقع الحياة والشعب تغير تماما ولن يقبل ما كان في الماضي لأنه تحرر من الخمول والبلادة التي كانت مسيطرة عليه وسبحان مغير الأحوال ما بين ثمانية عشر يوما «لا يغير الله قوما حتي يغيروا ما بأنفسهم». وثورة 25 يناير معجزة بكل المقاييس لأنها حدثت في مناخ كله فساد وظروف حياتية وتحديات صعبة للغاية والسينما بالطبع مرآة المجتمع ستتحول هي الأخري في المستقبل إلي معجزة ربما لا نتوقعها مهما تحدثنا عنها في خيالنا كما كنا لم نتخيل نتائج ثورة 25 يناير.