ذكرت تقارير إخبارية أن الرئيس اليمني علي عبد الله صالح يخضع في هذه الأثناء لعملية جراحية في العاصمة السعودية الرياض ، وأوضحت قناة "العربية" أن صالح موجود في مبنى كبار الشخصيات في المستشفى العسكري مشيرا إلى أن التقرير الطبي الخاص به يوضح إصابته بشظايا وحروق جراء القصف الذي استهدف مقره. وردا على إعلان الحزب الحاكم في اليمن عن عودة صالح إلى البلاد في غضون أيام تعهدت مصادر بالمعارضة بمنعه من العودة. وكان صالح قد وصل الليلة الماضية إلى السعودية لتلقي العلاج من إصابات لحقت به. ونقلت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) عن مصدر مسئول أن أسرة صالح لم تغادر معه إلى السعودية وأن من رافق صالح هم عدد من المسئولين في الدولة والحكومة الذين أصيبوا معه في القصف. وخرج عشرات الآلاف من اليمنيين في عدد من المدن اليوم للاحتفال ب"رحيل" الرئيس اليمني. وقالت الناشطة شذى الحرازي من صنعاء إن "الناس تعتبر هذا الخبر بمثابة انتصار وهو ما جعل الناس تخرج إلى الشوارع للغناء والاحتفال .. وبالنسبة لنا الرحيل هو الكلمة الأقوى". وأضافت :"حقيقة أن صالح غادر البلاد في هذه الظروف الصعبة انتصار كبير .. إلا أن الناس ما زالت قلقة". ويخشى النشطاء من أن عبد ربه منصور هادي نائب الرئيس اليمني ، والذي نقلت إليه صلاحيات الرئيس ، لن تكون لديه صلاحيات واسعة كما أن أفراد عائلة صالح يشغلون أعلى المناصب الأمنية والحكومية. واستقبل هادي اليوم سفير الولاياتالمتحدةالأمريكية بصنعاء جيرالد فيرستاين حيث جرى مناقشة العديد من القضايا والموضوعات المتصلة بالمستجدات الراهنة على الساحة الوطنية وطبيعة التعاون المطلوب من أجل تأمين كافة الخدمات الأساسية كالنفط والغاز والكهرباء وتثبيت وقف إطلاق النار بصورة كاملة وشاملة والعمل على إخلاء مؤسسات الدولة التي أعتدي عليها. ونفى هادي ما تناقلته تقارير من أنه بحث مع السفير الأمريكي "إجراءات نقل السلطة في اليمن". وعلى صعيد متصل ، أعلن الشيخ صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد وجود وساطة سعودية "ملكية" بينه وبين الحكومة لوقف إطلاق النار. وأوضح الأحمر أن هذه الوساطة تتم برعاية العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز ، وولي عهده الأمير سلطان لوقف إطلاق النار بين أنصار الأحمر والقوات الحكومية. وقال الأحمر انه "ملتزم بوقف النار من جانب واحد احتراما للوساطة السعودية رغم استمرار القوات الحكومية في قصف منزله ومنازل إخوانه في صنعاء". وعلى صعيد الأوضاع على الأرض ، نقلت وكالة "مأرب برس" أن خمسة أشخاص على الأقل لقوا حتفهم وأصيب العشرات في المواجهات التي تجددت اليوم بين القبائل الموالية للثورة وعناصر من الحرس الجمهوري في محافظة تعز. والقتلى هم أربعة من أفراد الحرس الجمهوري ومسلح قبلي. وأوضحت الوكالة أن مظاهرة جابت شوارع المدينة صباح اليوم احتفالا بسفر صالح إلى السعودية وقبل وصولها إلى ساحة الحرية قامت دبابات الحرس الجمهوري المتمركزة بالقرب من مستشفى الثورة بإطلاق قذائفها باتجاه الساحة ما استدعى من المسلحين القبليين المؤيدين لشباب الثورة الرد على مصدر القذائف. وفي صنعاء قتل شخصان وأصيب خمسة عشر آخرون في انفجار بالفرقة الاولى مدرع يعتقد انه ناجم عن قصف استهدف الفرقة
الهدوء الحذر يسود صنعاء..و فرار آلاف السكان بعد امتداد القتال لمناطق جديدة
ساد هدوء حذر العاصمة اليمنية صنعاء باستثناء إطلاق بعض الأعيرة النارية التي لم يعرف مصدرها, في الوقت الذي خرج فيه أنصار الرئيس علي عبدالله صالح وأبناء محافظة حجة شمال صنعاء إلي الشوارع احتفاء بسلامة الرئيس اليمني . من محاولة اغتياله أثناء صلاة الجمعة في مسجد النهدين بدار الرئاسة اليمنية,في حين نفي مصدر يمني مسئول صحة الأنباء التي تحدثت عن مغادرة الرئيس اليمني لتلقي العلاج بالمملكة العربية السعودية, بينما شهدت شوارع العاصمة ازدحاما غير مسبوق مع فرار الآلاف من السكان. وكانت قناة العربية التليفزيونية الفضائية قد نقلت عن مصادر يمنية قولها إن الرئيس اليمني توجه إلي السعودية للعلاج بعد أن أصيب في الهجوم, لكن نائب وزير الاعلام اليمني أبلغ القناة أن تقريرها عار عن الصحة وأن الرئيس صالح يتلقي العلاج في صنعاء. كما قال مصدر سعودي إن الرئيس اليمني ليس موجودا في السعودية. وأضاف طالبا عدم نشر اسمه أن صالح ما زال في اليمن وليست لديه نية لمغادرة البلاد.بينما قالت مصادر طبية إن عددا من المسئولين اليمنيين الذين أصيبوا في هجوم علي قصر الرئاسة أمس الأول نقلوا إلي المملكة العربية السعودية للعلاج. من جانبها, ذكرت وكالة الأنباء اليمنية سبأ أن المصابين الذين تم نقلهم هم رئيس مجلس النواب يحيي علي الراعي ورئيس مجلس الوزراء الدكتور علي محمد مجور, ورئيس مجلس الشوري عبد العزيز عبد الغني, ونائب رئيس مجلس الوزراء لشئون الدفاع والأمن وزير الإدارة المحلية الدكتور رشاد العليمي, ونائب رئيس مجلس الوزراء للشئون الداخلية صادق أمين أبو راس. دون ذكر المزيد من التفاصيل عن حالة المسئولين. وكثفت الأجهزة الأمنية اليمنية تحقيقاتها لكشف ملابسات محاولة اغتيال صالح, وأوضحت مصادر مطلعة ان التحقيقات التي سيكشف عن نتائجها قريبا لا تستثني تورط قيادات قبلية مناهضة للرئيس صالح في تدبير الحادث علي الرغم من نفي صادق الأحمر زعيم قبائل حاشد أي صلة له بالحادث وأيضا انتقاد تكتل اللقاء المشترك المعارض للهجوم علي القصر الرئاسي. واتهم موقع نبأ نيوز القريب من السلطات اليمنية تنظيم الإخوان المسلمين بالتورط في محاولة اغتيال صالح. وقال الموقع إنه حصل علي معلومات سرية جديدة حول مخطط اغتيال الرئيس صالح, تؤكد أن المخطط تم اقراره من قبل قيادة تنظيم الإخوان المسلمين والفرقة الأولي وعدد من ابناء الأحمر قبل ما يقارب الثلاثة أسابيع وبتنسيق مع جهات إقليمية عربية قدمت دعما استخباريا وعسكريا مباشرا للمتآمرين. وأكدت المصادر أن جهاز الأمن القومي اليمني تلقي قبل ما يزيد علي ثلاثة أسابيع معلومات سرية من مصادره في الخارج عن سلسلة لقاءات مشبوهة واتصالات بين اطراف يمنية وأخري عربية كشفت النقاب عن تحضيرات لتنفيذ مخطط لاغتيال الرئيس صالح. وفي وقت ازدحمت فيه الطرق بالمدنيين الذين يحاولون الفرار من القتال الذي امتد لمناطق اخري في المدينة, خرج عشرات الآلاف الليلة قبل الماضية بعد انتهاء الرئيس صالح من إلقاء كلمته, التي بثتها الفضائية اليمنية وأكد فيها أنه بخير, إلي الشوارع مطلقين الألعاب النارية ومشكلين حلقات للرقص ومرددين الهتافات المؤيدة للرئيس, وظل المحتفون حتي وقت متأخر وهم يعبرون عن ابتهاجهم بسلامة الرئيس عبر إطلاق الألعاب النارية وتبادل التهاني وتحويل الشوارع إلي ساحات رقص. وغداة التدهور الأمني, بدأ الاتحاد الاوروبي في اتخاذ سلسلة إجراءات لإجلاء رعاياه عن اليمن, بينما قررت المانيا إغلاق سفارتها في اليمن مؤقتا. و بعد ساعات من إغلاق سفارتها في صنعاء, قررت ألمانيا سحب دبلوماسييها من اليمن بسبب المعارك المتزايدة التي تشهدها البلاد.