في استمرار للأزمة بين المرشد الأعلي للثورة الإيرانية آية الله علي خامنئي وابنه الروحي الرئيس الإيراني محمود أحمدي نجاد, دافع خامنئي عن سطوته الدينية, مؤكدا أن أحد مفاخر النظام الإسلامي في إيران هو قاعدته الشعبية العريضة. ونقلت وكالة أنباء فارس الإيرانية شبه الرسمية عن الموقع الإعلامي لمكتب خامنئي قوله أمس خلال استقباله رؤساء المجالس البلدية المحلية وأعضاء المجلس الأعلي للمحافظات في إيران: إن احدي الخصوصيات البارزة لنظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية هي الحفاظ علي استقلالها وهويتها, حيث استطاع الشعب الإيراني ومن خلال الإسلام الحفاظ علي هويته الإيرانية. وأكد خامنئي علي دعوته السابقة التي أطلقها للحفاظ علي وحدة إيران قادة وشعبا, ودعا الجميع إلي ضرورة التنسيق والانسجام والتنافس الايجابي فيما يخدم مصلحة الدولة العليا, مضيفا أن التشاور وتبادل وجهات النظر في شئون البلد يعتبر الفارق بين الإسلام والأنظمة الرجعية والاستبدادية. يأتي ذلك في الوقت الذي حذر فيه الرئيس الإيراني السابق- الإصلاحي- محمد خاتمي من أن نجاد وأنصاره يمكن أن يحاولوا قتل المرشد. يذكر أن نجاد يتواري عن أي نشاط رسمي منذ الأسبوع قبل الماضي معلنا عن خلاف مع المرشد, حيث لم يظهر الرئيس منذ22 أبريل الماضي عقب الضربة التي تلقاها من خامنئي برفض إقالة وزير المخابرات, وقرر نجاد أن يحتجب فقاطع اجتماعات مجلس الوزراء واجتماعات رسمية عدة ولم يتوجه إلي مقر الرئاسة, وألغي زيارة كانت مقررة هذا الأسبوع لمدينة قم. وفي هذه الأثناء, قال الرئيس الإيراني السابق محمد خاتمي إن تيارا منحرفا عن الإسلام يفرض منهجه علي الجمهورية الإسلامية وسيقف يوما في وجه المرشد الأعلي وسيقتله. وأشار خاتمي خلال كلمة في مدينة مشهد الدينية شمال شرق إيران بوضوح إلي الرئيس نجاد وتيار المتشددين من حوله, قائلا إن هذا التيار سيفعل ما فعله الخوارج عندما واجهوا الإمام علي بن أبي طالب وقتلوه في النهاية, مشيرا إلي أن تيار المنحرفين في إيران سيفعل الشيء نفسه مع قائد الثورة. وانتقد خاتمي بشدة من وصفه بتيار عميل في الداخل يخدم مصالح الأجانب ويسعي ليظهر الإسلام بأبشع صورة وأنه دين العنف والإقصاء, مشددا علي أن هذا التيار يعمل علي إثارة الشبهات حول حاكمية الشعب الدينية وحقه في اختيار قادته. ووجه الرئيس الإيراني السابق انتقادات حادة لسياسات نجاد فيما يتعلق بالمسألة النووية, وقال إن إيران لا تواجه مشكلة في شأن الحصول علي الطاقة النووية, لكنها تواجه المشاكل إزاء رغبتها في حيازة تقنية نووية. وأشار إلي أن التيار الحاكم أوصل البلاد لكي تفرض عليها قرارات دولية وعقوبات تحرم الشعب من الحصول علي العلوم النووية اللازمة. واتهم خاتمي أيضا نجاد وأنصار تياره بأنهم متحجرون ويتلاعبون بمشاعر الشبان ويجرون البلاد إلي المواجهة ويقدمون المبررات للأعداء الأجانب لكي يعتدوا علي الشعوب المسلمة. وعلي نفس خط الأزمة, واصل معسكر المحافظين انتقاده لأسفنديار رحيم مشائي أقرب مستشاري نجاد محملين إياه مسئولية محاولة إقالة مصلحي. ووصف حجة الإسلام مجتبي زلنور مساعد ممثل المرشد الأعلي لدي الحرس الثوري الإيراني, مشائي, بأنه هو الرئيس حاليا وبأنه ذراع سيئة يجب علي نجاد أن يبترها. ويعتبر مشائي خصما للمحافظين منذ فترة علي خلفية اتهامه بالليبرالية وتأثيره القوي علي الرئيس, ويعتبر هؤلاء أنه يتزعم تيارا منحرفا يهدد النظام.