عقد وزراء خارجية دول مجلس التعاون الخليجي اجتماعا طارئا في الرياض لبحث فرصة نجاح الوساطة الخليجية في اليمن بعد التلاسن بين كل من قطر والرئيس اليمني علي عبد الله صالح. وقبل صالح في البداية عرضا من السعودية ودول عربية خليجية أخري منها قطر باعتبارها عضوا في مجلس التعاون الخليجي بإجراء محادثات مع أحزاب المعارضة بعد شهرين من الاحتجاجات ضد حكمه المستمر منذ32 عاما. لكن رد فعل صالح الجمعة الماضي كان غاضبا إزاء تصريحات من الشيخ حمد بن جاسم آل ثاني رئيس الوزراء ووزير خارجية قطر الذي قال إن الوساطة ستؤدي إلي تنحي صالح. وصرح أمام عشرات الآلاف من مؤيديه في العاصمة نحن لا نستمد شرعيتنا من قطر ولا من غير قطر رافضا التدخل وقال: هذا تدخل سافر في الشأن اليمني. ومن جانبه, قال وزير الخارجية اليمني أبو بكر القربي أمس إن صالح ما زال يقبل وساطة الخليج التي يراها اليمن بقيادة السعودية.وأضاف أن تصريحات الشيخ حمد كانت مفاجئة لليمن لأنها أولا أعطت انطباعا بأن الأمر قد حسم وثانيا بأن الأطراف المعنية هي الحكومة اليمنية ودول مجلس التعاون وليس الحكومة اليمنية والمعارضة. وفي السياق نفسه, كشفت مصادر إعلامية محلية أن الرئيس علي عبدالله صالح أرسل وفدا إلي الرياض يضم عبدالكريم الإرياني مستشاره السياسي وعلي الآنسي مدير مكتب رئاسة الجمهورية رئيس جهاز الأمن القومي لنقل مبادرة من جانب واحد موقعة من قبله. وكان مدير مكتب رئاسة الجمهورية علي الانسي قام أمس بزيارة للرياض لم يكشف عنها التقي خلالها مع وزير الخارجية الأمير سعود الفيصل. وأوضحت صحيفة الحدث المستقلة أن أهم عناصر المبادرة أن يتنازل صالح عن مهامه لنائبه عبدربه منصور هادي, فيما يظل صالح بمنصبه كرئيس للبلاد بشكل رمزي لما اسماها السيادة الوطنية, وأن يجتمع مجلسا النواب والشوري لإصدار قانون يضمن عدم ملاحقته, وتشكيل حكومة وحدة وطنية, وتحديد موعد للانتخابات البرلمانية. من جانبه, قال المتحدث الرسمي باسم اللقاء المشترك المعارض في اليمن محمد قحطان إن المعارضة قبلت بالمبادرة المقدمة من مجلس التعاون الخليجي والتي نصت علي تنحي الرئيس من منصبه والتنازل بصلاحياته لنائبه, بالإضافة لقبول المعارضة بالبند الذي يضمن سلامة وعدم محاكمة صالح الذي كان ضمن الأهداف الرئيسية للثورة الشبابية الشعبية السلمية في اليمن. و قد واصل عشرات الآلاف من اليمنيين احتجاجاتهم في صنعاء علي استمرار أعمال القمع للمعتصمين سلميا في مختلف المحافظات اليمنية المطالبين برحيل الرئيس علي عبد الله صالح. وسقط قتيل ومئات الجرحي في صنعاء عندما هاجمت قوات الأمن المركزي والحرس الجمهوري ومسلحون بلباس مدني المعتصمين في ساحة التغيير بصنعاء من الجهة الجنوبية, فيما اتهمت الداخلية اليمنية عناصر المعارضة بالاعتداء علي المنشآت واقتحام المؤسسات الحكومية. وقال مصدر طبي في المستشفي الميداني بساحة التغيير بصنعاء إن نحو15 شخصا جرحوا بالرصاص الحي في الرأس والظهر والعنق, و25 بالهراوات والسلاح الأبيض والحجارة, وأكثر من1500 شخص بحالات اختناق وارتعاش في الجسم بسبب استخدام الأمن للقنابل الغازية والسامة أثناء الهجوم في حصيلة أولية وفي تعز: أصيب نحو39 شخصا منهم14 بالرصاص الحي والبقية أصيبوا حين رشقهم مرتزقة بالحجارة. كما أصيب20 محتجا جراء إطلاق قنابل الغاز السامة باتجاههم في مواجهات جديدة بين الأمن اليمني ومحتجين. وأوضحت المصادر أن من بين المصابين3 حالتهم خطرة أحدهم في حالة موت سريري.