في جلسة عاصفة بالبرلمان الاسرائيلي( الكنيست) بلغت المناقشات فيها حد الصدام والاشتباكات بالأيدي بين النواب العرب واعضاء حزبي اسرائيل بيتنا وشاس المتطرفين. تمكن نواب اليمين المتطرف الأسبوع الماضي من تمرير قانون النكبة المعدل مستغلين في ذلك انشغال الاعلام الاسرائيلي بحادث انفجار العبوة الناسفة في القدس, والإعلام العالمي بتطورات ثورتي شباب مصر وتونس وسريان المد الثوري الي اليمن وليبيا وسوريا. القانون الجديد تقدم بمشروعه الي الكنيست رئيس الوزراء المتطرف بنيامين نيتانياهو ويقضي بحظر احياء الذكري السنوية لنكبة فلسطين عام1948 ويمنع التمويل عن المؤسسات والمجالس المحلية والمدارس والجامعات وتجمعات عرب الداخل المشاركة فيه, وذلك بدلا من مشروع قانون النكبة السابق الذي سبق لنيتانياهو التقدم به ولقي عاصفة شديدة داخل اسرائيل ومعارضة كبيرة من الأحزاب العربية واعضاء في الكنيست ونشطاء حركات السلام واليسار ووصفته الصحافة الاسرائيلية بأنه مشروع عنصري وغبي ويصادر مشاعر خمس مواطني اسرائيل ويكرس التمييز ضدهم, حيث كان هذا المشروع ينص علي اعتبار كل من يحيي هذه الذكري مجرما تجب عقوبته بالسجن ثلاث سنوات وغرامة مالية كبيرة. والسؤال الآن لماذا تقدم نيتانياهو بمشروعي القانونين؟ اجابة نيتانياهو هي: ان احياء ذكري نكبة فلسطين يوم15 مايو سنويا يوافق حسب التقويم العبري اليوم نفسه الذي تحتفل فيه اسرائيل بيوم تأسيسها ويعتبره اليهود يوم فرح صصصيجب الا يحوله عرب اسرائيل الي مأتم وحداد وذكري أليمة. أما عرب1948 فيصرون علي احياء هذه الذكري سنويا, لتذكير العالم باغتصاب واحتلال اليهود أرض فلسطين وتدمير أكثر من531 قرية ومدينة وأهلها بالكامل وارتكاب50 مذبحة موثقة تاريخيا ودوليا وقتل30 ألف فلسطيني وتهجير840 ألفا آخرين ومصادرة أراضيهم ناهيك عن انه لايمكن بهذا القانون إقامة فرح اليهود في مأتم الفلسطينيين بذكري نكبتهم. فهل يمتثل عرب فلسطين داخل اسرائيل لقانون النكبة المعدل بعد أن رفعوا شعار فرح استقلالهم.. مأتم نكبتنا أم سيمارسون حقهم في إحياء الذكري ال63 للنكبة في15 مايو المقبل أيا كانت العواقب؟ المزيد من أعمدة فرحات حسام الدين