«تعويضات» هي الكلمة التي قالها نسيم زئيف - عضو البرلمان الإسرائيلي - عن حزب شاس اليهودي المتطرف ليصف ما سماه بحق اليهود الخارجين من مصر وعدد من الدول العربية واصفا إياهم بلاجئين يستحقون تعويضهم عما «فقدوه» بعد خروجهم من مصر من ممتلكات وأراض وغيرها، الأمر الذي طالب النائب الإسرائيلي الكنيست بالتصديق عليه من خلال قانون يضمن إعطاء تعويضات لهؤلاء الذين يسميهم لاجئين وما كان من البرلمان الإسرائيلي إلا الموافقة علي اقتراح العضو المتشدد. تصديق الكنيست الإسرائيلي يعني أمرًا واحدًا هو حملة ستشنها تل أبيب ضد عدد من الدول العربية علي رأسها مصر للمطالبة بهذا الحق المزعوم لليهود فيما يسمونه ميراثهم وممتلكاتهم، كما يعني أن البرلمان الإسرائيلي تتحكم فيه مجموعة من المتطرفين الراغبين في الهجوم وشن الصراعات مع أي جهة أو دولة من أجل مهاترات المتطرفين وعلي رأسهم زئيف نفسه. لكن تطرف زئيف ليس بالجديد فهو الذي هاجم النواب العرب بالكنيست خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة علي غزة بعد رفضهم استمرار الحرب داعيا حكومة تل أبيب إلي منع هؤلاء النواب من التعبير عن رأيهم داخل برلمان تل أبيب ومطالبا بإغلاق أفواه النواب العرب، هذا ما قاله وفعله نسيم دون مراعاة للدور البرلماني الذي يقوم به ودون أن يحترم زملاءه العرب في البرلمان والذين من المفترض أن تتساوي مواقعهم بحيث لا يعلو صوت أحدهم علي الآخر، لكنها سياسة التعصب الإسرائيلي. النواب العرب دائما ما يصفون نسيم ب «الفاشي» في إشارة إلي ميوله المتشددة تجاه العرب بشكل عام والفلسطينيين بشكل خاص ووصل الأمر إلي حد تصريحات أدلي بها أحمد الطيبي أحد أبرز النواب العرب في البرلمان الإسرائيلي قائلاً لزئيف: أشعر بالاحتقار تجاهك وتجاه أمثالك وسنستمر بموقفنا حتي لو بقينا وحدنا ضد الحرب الهمجية علي غزة.. احتقر أمثالك من الفاشيين الصغار. المثير أن تعصب نسيم والذي كان يعمل جزارا في بداية حياته وصل إلي حد مطالبته الحكومة الإسرائيلية بالتصديق علي مشروع قانون يقضي بتغيير العملة الإسرائيلية وكتابة عبارة دينية عليها هي «نحن نؤمن بالخالق» وكان تبريره أن المال هو عصب الحياة، ويجب أن تذكِر نقودُ إسرائيل اليهودَ وغيرهم وحتي العلمانيين بالإيمان واليهودية، مثلما هو الحال في النقود الأمريكية المكتوب عليها «نحن نثق بالله» ويضيف: لقد عاد اليهود إلي وطنهم بعد ألفي عام بسبب الإيمان، وعشنا بسبب الإيمان، ونهدف من وراء القانون أن نذكر كل يهودي بالخالق، الأمر الذي وصفه النواب العرب بالكنيست بأنه «مشروع قانون غريب» كما لا يمكن إغفال مشروع قانون آخر تقدم به للكنيست يمنع إخلاء المستوطنات اليهودية من ساكنيها وإقامة هيئة سماها «إسرائيل القيمة اليهودية العالمية» للتعاون مع الجاليات اليهودية عبر العالم لتحقيق ما سماه بحق الشعب اليهودي في السكن بأرض إسرائيل. بين أعوام 1983 و1998 عمل نسيم نائبا لرئيس بلدية القدس طوال ثلاث ولايات وكان المسئول عن ملف الرفاة الاجتماعي في البلدية، وفي النهاية ترك منصبه في البلدية بسبب انضمامه لحزب شاس ودخوله الكنيست في 2006 وانتخب رئيسا للجنة مكافحة المخدرات بالكنيست، كما عمل في عدد من المناصب البرلمانية علي رأسها لجنة الخارجية والأمن ولجنة الدستور والداخلية والإسكان ورئيس للجنة مكافحة المخدرات وإدمان الكحول.