لأنهم ليسوا مجرد رقم في احصاء أو احلام صيف تبددت مع قسوة شتاء الغضب, ولأن دماءهم الطاهرة التي سالت علي أرض مصر حفرت في ذاكرتنا ووجداننا جرحا عميقا وفي تاريخنا نهرا من الحرية, فلا بد أن نتذكرهم ونعترف بفضلهم وقدرهم ومابذلوه من تضحيات فهم باختصار ورد مصر الذي تفتح في أرض الحرية. من أجل ذلك برزت مبادرة مصر تتذكر كنوع من الوفاء والعرفان لتخليد ذكري هؤلاء الشهداء من خلال جمع كل المعلومات المتاحة عنهم وعرض صورهم وكيف استشهدوا في ميدان الحرية لتظل ذكراهم تعطر تاريخ مصر وتنثر بذور الحرية فوق رءوس كل المصريين. عن تلك المبادرة يقول جوناثان جود أحد القائمين علي موقع1000MEMORIES المجاني الذي يستضيف تلك المبادرة أن الفكرة جاءت من خلال بريد إلكتروني تلقاه من محمود هاشم أحد المصريين المقيمين في تورنتو بكندا والذي كان يتابع مايحدث في مصر في الأيام الأخيرة وطلب منهم انشاء صفحة تذكارية لهؤلاء الشهداء تكريما لهم حيث كتب في رسالته لهم أدركت كمصري أتابع وأتألم لما يحدث في بلدي أن أقل مايمكننا القيام به هو الا ننسي هؤلاء الشجعان من الرجال والنساء والأطفال وأقل تكريما لهم سيكون من خلال السماح للأمة بأسرها أن تعرف من هم وكيف استشهدوا. وطلب هاشم انشاء صفحة خاصة علي موقعهم استنادا الي البيانات التي يتم توثيقها من قبل المراقبين والناشطين في مجال حقوق الانسان والتي تم تداولها علي الانترنت عبر وثيقة تعاونية نشرت علي خدمة المستندات بموقع جوجل تحصر عدد من القتلي وأماكنهم والطريقة التي استشهدوا بها منذ الخامس والعشرين من يناير الماضي. ويستكمل جود قائلا: بمساعدة بعض المتطوعين ممن يتحدثون العربية بدأنا نعمل لإخراج الصفحة بشكل لائق ليكون هناك مكان لتذاكر تضحيات هؤلاء الشجعان علي أمل ان ينتهيالعنف الذي أودي بحياتهم, ومن أجل هذا انشأنا موقعنا الأصلي الذي يستضيف تلك المبادرة لمساعدة من هم أحياء علي تذكر وتكريم من فقدوهم. وناشد جود أي شخص لديه صور أو أية معلومات صحيحة عن أي شخص قتل في مصر أن يقوم بتسجيل بياناته في الصحفة أو الوثيقة التعاونية علي موقع جوجل. مصر تتذكر ليست المبادرة الوحيدة في هذا الشأن فعلي شبكة الفيس بوك هناك عشرات الصفحات والمجموعات التي تم انشاؤها لتكريم هؤلاء الشباب, بعضها يقتصر علي حصر معلومات عنهم وعرض صورهم وكيف استشهدوا وروابط لصفحاتهم الشخصية علي الفيس بوك معظمها يحمل اسم شهداء25 يناير أو امرين شهداء ثورة25 يناير. بينما يتجه البعض الآخر لمساعدة أسر هؤلاء الشهداء سواء بالدعم المعنوي والمساندة النفسية أو بالمساعدات المادية خاصة في حالة بعض الشهداء الذين خلفوا عائلات بدون عائل لهم وبلا مصدر رزق وهي دعوة اطلقتها مجموعات عدة منها علي سبيل المثال هنجمع فلوس لأسر شهداء ثورة25 يناير أكفل أسر شهيد من شهداء25 يناير. كما اطلقت احدث الناشطات حملة لتحويل ميدان التحرير لقطعة فنية تعبر عن أحداث الثورة علي أن يتوسطه نصب تذكاري فني ضخم يتوسط ميدان التحرير عبر جروب تحويل ميدان التحرير لقطعة فنية تعبر عن الثورة. في السياق نفسه وبعيدا عن الواقع الافتراضي اطلق عدد كبير من الفنانين التشكيليين عدة مبادرات حول تصميم نصب تذكاري يخلد ذكري الثورة وشهداءها يتم وضعه في ميدان التحرير الذي أصبح رمزا للثورة والحرية, بينما اقترح البعض منهم أن يتم بناء نصب تذكاري في كل محافظة علي أن يتم وضعه في أحد الميادين الرئيية التي شهدت أحداث الثورة.