لكل وزير داخلية بمصر أقول: أرجوك ألا تقبل أن تكون الشرطة قربانا علي مذبح أطماع ونهم وشراهة أي نظام حاكم..لاتقبل أن تكون الشرطة أداة ارتكاب للفظائع والموبقات لحساب تمدد النظام وتوحشه. فالشرطة عندما تكلف بقمع المواطنين وتكميم الأفواه المعارضة للنظام. لاتستفيد شروي نقير ولكن تحط عليها النقمة والكراهية من الشعب.. وعندما تشارك في تزوير الانتخابات لاتدخل هي في البرلمان بل يدخله عملاء النظام وأتباعه.. فاذا ما شعرت أن هذا ما يريده النظام دورا للشرطة فشرف لك ولكل المصريين ان تتنحي بكرامة فأنت مصري قبل أن تكون شرطيا, فلاتقبل أن تلوث يديك وأيدي الشرطة بدماء أهلها أو بتزوير ارادتها أو التستر علي نهب ثرواتها. إن الصورة التي كانت راسخة في ذهن كل طفل يتمني ان يكون ضابط شرطة هي صورة الضابط الذي يقبض علي اللص.. الضابط الذي يحمي المظلوم من جبروت الظالم, الضابط الذي يجود بروحه فداء للوطن وأهله. فرسالة الامن والآمان من أسمي الرسالات الانسانية, ومتعة ما بعدها متعة ان تجد نفسك, وقد استطعت ان تعيد حقوقا مغتصبة وأن تنصر عدالة كانت منكسرة وان تدخل الشعور بالآمان والطمأنينة لأهلك ومواطنيك فيضموك إلي صدورهم ويحيطوكم بحبهم. العديد من رجال الشرطة تلقوا رصاصات الارهاب في قلوبهم وسقط العديد منهم بطعنات عصابات المخدرات, واستشهد العديد منهم وهم يذودون عن المال والعرض وخرج الالاف خلف جنازاتهم ينتحبون عليهم من أعماق القلوب.. فمن الذي عكس هذه الصورة, وكيف انقلبت المشاعر؟ هي علامات استفهام تحتاج إلي دراسة ومعالجة جيدة, فضلا عن علامات استفهام اخري لدي المواطنين احاطت باعتقال المدون وائل غنيم وهي( أ) هل كان اعتقاله دون اذن من النيابة؟( ب) لماذا يمنع المعتقل من الاتصال بأهله؟( ج) هل عاد عهد الاعتقال لمجرد الشك والريبة أو الكتابة علي الانترنت( د) ما مصير من لاتسعي العديد من الشخصيات العامة والقنوات الفضائية لاطلاق سراحه! إن بمصر جهاز شرطة علي أعلي مستوي من الكفاءة والقدرة وأعطي ويعطي ولكن لانريد له انحرافا عن رسالته المقدسة بالخروج عن الشرعية ارضاء لحاكم! والآن امامكم مهمة جسيمة وهي مداواة جروح عميقة أصابت كلا من الشعب والشرطة وفي اعادة ثقة أعترتها الشكوك بين الطرفين. والمداوة لها عدة أوجه لاتغيب عنكم أهمها( أ) سرعة اعلان ومحاسبة المسئولين عن الكارثة التي حدثت( ب) ان تكفي حاجة رجال الشرطة, فالقلة منهم من ضعاف النفوس.. الذين يمدون أيديهم في جيب الغير( ج) دعم أجهزة الرقابة الداخلية بما يساعد علي اجتثاث العناصر الفاسدة التي تشوه الجهاز, وتولد الضغينة والكراهية بينه وبين الشعب( د) تفرغ ضباط الأقسام( نظام ومباحث) لاعمالهم بما لايسمح بتكليفهم بأعمال خارج اطار عملهم( كخدمات الكرة) وفقكم الله. لواء محمد مطر عبدالخالق مدير أمن شمال سيناء سابقا