إن التحالف هو أن تتعايش كل القوي الشعبية الحقيقية, الاقتصادية والاجتماعية والسياسية, تعايشا سلميا, في مجتمع المنتجين. أن تتكامل معا, تنتج وتستهلك وتحكم معا, لا يستبد بعضها بعضا, ولا يستغل بعضها بعضا, ولا يقهر بعضها بعضا. ولنقيم هذا البيت هذه المرة بأركانه الحقيقية التي استمدت من ضمير الشعب المصري( الكرامة/ الحرية, العدالة الاجتماعية, والحوار الديمقراطي). ولبيان حقيقة التحالف يجب أن تكون السلطة لكل القوي الشعبية, علي أن تتعايش معا تعايشا سلميا, وأن تحل ما بينها من متناقضات بالأسلوب الديمقراطي, ولأن تقلص الفوارق بين الطبقات, وأن تحول المجتمع من مجتمع الطبقات المغلقة إلي مجتمع القوي العاملة المفتوحة الذي يستند إلي السيولة الاجتماعية ويقوم علي الديمقراطية وينكر الاستغلال والقهر. ويستلزم لحكم التحالف أن تكون قوي التحالف مجتمعة في السلطة الاقتصادية والسلطة السياسية معا. فالتحالف يقيم الوحدة الوطنية بمضمونها السياسي والاقتصادي والاجتماعي, يضم كل عناصر الأمة بمختلف طوائفها, ويقوم علي إعادة تشكيل العلاقات السياسية والاقتصادية والاجتماعية لصالح القوي المتحالفة المكونة لشعب مصر. علي أساس العدالة والحرية والكرامة والديمقراطية تحقيقا لمبدأ السياسة الاجتماعية, وهو ما يقدم حلا سلميا لمستقبل الحكم في مصر ويؤمن الطريق إلي السلام الاجتماعي. ثم هو تحالف من؟.. تحالف قوي الشعب العاملة من عمال وفلاحين, جنود القوات المسلحة, والشرطة المدنية, مثقفين وأميين, والرأسمالية غير المستغلة. هؤلاء هم أصحاب المصلحة الحقيقية في أي ثورة وحماة التقدم والتنمية. لا استبعاد من التحالف لأي من القوي الشعبية, ثم لا تحالف إلا علي أساس الحوار الديمقراطي والعدالة الاجتماعية إذ لا تحالف بين مستغل ومستغل, بين ظالم ومظلوم, بين قاهر ومقهور. ثم هو تحالف في مواجهة من؟.. تحالف لمنع عودة القوي الرجعية التي سيطرت علي مصر لفترات طويلة( وهذا نوع جهاد الغير), ثم هو تحالف لمنع انفراد بعض القوي المكونة للتحالف بالسلطة دون القوي الأخري( وهذا نوع من جهاد النفس), حتي لا نعود إلي المجتمع المزدوج الشخصية الذي يسمح لقطاع من الشعب أن يجني وحده مرة أخري ثمار التقدم المنشود. وهنا أوضح أنه ليست مهمتنا في المرحلة الانتقالية الحالية, في إطار التحالف, هي الغاء القوي الحقيقية اقتصادية أو اجتماعية أو سياسية, بل إن مهمتنا أيها الشباب هي إقامة التعايش السلمي بين هذه القوي الحقيقية الممثلة للتحالف لا يكون أبدا باستبعاد بعضها البعض, ولا استغلال بعضها البعض, بل بايجاد التكامل والتفاعل المتبادل والتوازن بينها بصفة مستمرة, علي أساس التسامي بهذه القوي المتحالفة, وذلك باستبعاد العناصر الفاسدة منها, والابقاء علي العناصر النافعة منها. لتتعاون وتتكامل الباقيات الصالحات وإن تناقضت. وأخيرا ليس السلام الاجتماعي مدينة أفلاطون يفزع إليها بآماله فيلسوف مروع من أشباح شريرة سوداء أو حمراء, إنه هدف تاريخي نرجوه اليوم أكثر من أي يوم مضي في تاريخنا المعاصر, يمكن الوصول إليه, بل ينبغي الوصول إليه, كي لا نعود إلي القهر الاجتماعي الأسود, ثم كي لا نسقط في الاستغلال الطبقي الأحمر. ويسألونك عن التحالف الاجتماعي الحقيقي قل: رب اجعل هذا البلد آمنا. صدق الله العظيم