25 يناير من كل عام هو اليوم الذي اتخذته الدولة عيدا للشرطة, لما أبلاه أبناؤها عام1952 من بطولة فائقة خالدة تجلت في تصديهم وثباتهم ببسالة واستماتة نادرة, في مواجهة جيش بريطانيا العظمي في مدينة الإسماعيلية, لدرجة أن أشاد بهم فيما بعد قائد القوات المعادية, ونوه عن وطنيتهم وشجاعتهم في القتال. ومن الغريب أن يكون موقف رجال الشرطة والظروف المحيطة بهم وموقعهم في ميدان التحرير بالقاهرة يوم52 يناير1102 مختلفا ومغايرا تماما لموقفهم وظروفهم وموقعهم في مدينة الإسماعيلية عام2591, فبعد أن كانت المواجهة مع جيش الاحتلال أصبحت بينهم وبين الشباب من أبناء الوطن الغالي المطالبين بالتغيير والاصلاح والعدالة الاجتماعية, بدا مشهد المواجهة في البداية مقبولا, ولم يلبث أن تطور وتدهور ليصيب الشرطة عوار لم يسبق له مثيل بعد أن تخلت قيادتها المسئولة عنها, بصورة شاذة مؤسفة محيرة تدعو الي التساؤل الملح! وقد يتساءل البعض عن السبب في اختيار الشباب الواعي يوم52 يناير بالذات ليكون يوم تجمعهم وتظاهرهم وبسط مطالبهم والاصرار عليها حتي تحققت, ليفقد الشرطة عيدها, أم سيظل هذا اليوم تخليدا لبطولاتهم عام2591 وتكريما لمن استشهد منهم فيما بعد في مدينة السويس بيد الجنود الإسرائيليين عام3791, حيث اختلطت دماء الشرطة بدماء أبناء القوات المسلحة ودماء المواطنين من أبناء المدينة الباسلة, وتكريما أيضا لمن استشهد منهم في معارك ضد الإرهاب وضد مهربي المخدرات والبلطجية, بل وتكريما لمن سقط شهيدا في الأحداث الأخيرة بيد المجرمين الفارين, من أمثال اللواء محمد البطراوي, وقد يبدو أن استمرار عيد الشرطة في هذا التاريخ أمر للأسف شبه مستبعد برغم ما قد استخلصته حتما قياداتها من درس قاس مستفاد مما حدث, وعدلت شعارها لتكون في خدمة الشعب. هل سيصبح يوم52 يناير1102 وهو يوم تجمع الشباب وتظاهرهم وبسط مطالبهم والإصرار عليها حتي تحققت بكاملها يوم11 فبراير1102 هو العيد الرسمي لثورة مصر الحديثة, أم سيكون يوم11 فبراير هو العيد القومي الذي تحققت فيه مطالب الشباب وآماله ومعه الشعب بعد أن كسروا قيود الاستكانة وعبروا حواجز الخوف ليغيروا وجه مصر ومستقبلها نحو الأفضل!! أعتقد أن كل ما يتمناه أبناء مصر الآن, هو أن يوفق المجلس الأعلي للقوات المسلحة في قيادة سفينة الوطن ليرسيها علي بر الأمان, لتنطلق بعد ذلك في مسار آمن تظلله أغصان الحرية والديمقراطية والمحبة والاستقرار, وذلك وصولا الي آفاق التقدم والرفاهية والرقي بإذن الله. جلال إبراهيم عبدالهادي مصر الجديدة