الأستاذ عبد الوارث عسر له كتاب علمي عنوانه فن الإلقاء يعتبر مرجعا مهما لكل من يدرس فنون الأداء التمثيلي, ولكن مشاهدة عبد الوارث عسر وهو يمثل,تجسيد حي لكل ما في الكتاب من نظريات علمية وتقنيات.. اعتاد ان يؤدي دور الموظف أو الاب الطيب وكان يجيد الاختلاف والتباين داخل اطار نفس الشخصية النمطية التي يجسدها في كثير من أعماله. وهي قدرة فذة لجيل من المممثلين العمالقة أصحاب المواهب. بدأ عبد الوارث عسر رحلته مع الفن هاويا في عام1905 من خلال تردده علي مسرح الشيخ سلامة حجازي ثم اشترك مع جمعية انصار التمثيل ومن خلالها شاهده الفنان جورج ابيض فضمه الي فرقته.. وشاركه في تقديم مسرحيات أوديب و عطيل لويس الحادي عشر وهاملت وغيرها من كلاسيكيات المسرح العالمي, كما قدم مسرحيات عربية التأليف مثل سفينة نوح المرأة المجهولة باسم القانون نكبة البرامكة.. ولم يكتف عبد الوارث عسر بالتمثيل بل شارك في الإعداد والتأليف, حيث ألف مسرحية النضال واقتبس من نصوص اجنبية مسرحيات منها الزوجة الثانية.. السائق652 الأمل وشاركه في الاقتباس زميله الفنان المثقف سليمان بك نجيب الذي كان يجيد عدة لغات أجنبية وكان مديرا لدار الأوبرا المصرية, وبعد أن أنشئت فرقة التليفزيون المسرحية في اوائل الستينيات أنضم اليها وقدم من خلالها عدة عروض ناجحة منها الارض الشيخ رجب خلف البنات السكرتير الفني ولعلنا لاننسي أبدا دوره في مسرحية السكرتير الفني حيث قدم شخصية مدرس الدين واللغة العربية زميل البطل ياقوت افندي وكاتم أسراره, والسبب في حدوث نقطة تحول في شخصيته بالبعد عن المال الحرام وعدم مسايرة طرق رجال الاعمال في زمن تلك المسرحية وكان مشهده مع فؤاد المهندس الذي يعلمه فيه أصول مغازلة الفتيات من اروع مشاهد الكوميديا داخل العرض والتي تدلنا علي حجم موهبة عبد الوارث عسر وقدرته علي تقمص الشخصية والأجواء ببساطة ودون أي افتعال.. وبالاضافة الي المسرح قدم عبد الوارث عسر في السينما عشرات الافلام الناجحة لا ننسي منها دور مرزوق افندي سكرتير الباشا في غزل البنات والعاشق القديم المحبط الذي يحاول نسيان فشله مع الخمر في شباب امرأة وهو دور جديد تماما عليه, والصديق المخلص في لحن الوفاء والأب الجاد في الوسادة الخالية وقد استفاد المعهد العالي للسينما من خبرات الفنان الكبير حيث جعله أستاذا لمادة الإلقاء.. التي الف فيها كتابة المشوق.. وحتي تعم الفائدة لاجيال لم تعاصره ولم تتلق منه العلم والتجارب بصورة مباشرة.