مع قطع الأوراق الأولي من عام2011, استقر عدد من الفنانين علي ما سيقدمونه في دراما هذا العام, ومنهم من بدأ بالفعل الخطوات التنفيذية الأولي, ومنهم من أعلن انسحابه بهدوء, مثل الفنان يحيي الفخراني الذي استقر فقط علي حلاقة ذقنه التي كان قد أطلقها من أجل محمد علي الذي ظل حائرا معه, تتحمس له سينمائيا شركة إنتاج, ثم تتعثر ماديا فتتركه لشركة أخري ومعه بعض الأزياء, ويتخلي عنه التليفزيون المصري, فيتم ترحيله إلي العام المقبل,2012, بينما كانت هناك مسلسلات أوفر حظا, بتسويقها قبل أن يبدأ تصويرها,, أما أكثر المسلسلات حظا فهو فرقة ناجي عطا لله لعادل إمام, فهو المسلسل الوحيد الذي تحمس له اتحاد الإذاعة والتليفزيون بإنتاجه وتخلي عن سياسته التي كان يتباهي بها العام الماضي( مفيش حصري كله علي التليفزيون المصري), والسياستان كلاهما علي خطأ, فلا يجب أن يشتري التليفزيون المصري كل المسلسلات دون النظر إلي مستواها, حتي ولو لم يجد لها توقيتا لعرضها, فركن الكثير منها, تماما كما كان يفعل جوزيه في إدارة فريق النادي الأهلي, بشراء أحسن اللاعبين حتي ولو أقعدهم علي دكة الاحتياط, وتغيرت هذه السياسة هذا العام وهي أيضا مرفوضة وذلك بالتحمس لعمل واحد فقط, فكأنه اشتري نجما كبيرا ليراهن عليه في اللعب وحده والاستغناء عن باقي الفريق, فأقعد باقي اللاعبين في بيوتهم بلا عمل, وأصبح الفارق بين العام الماضي والعام الحالي كمن ترك الحنفية مفتوحة ثم أغلقها هذا العام باستثناء قطرات صغيرة تتساقط نقطة نقطة, مع أن كل ما نحتاجه من مسلسلات, لا تزيد علي عدد أعضاء فريق كرة القدم,11 مسلسلا ويمكن أن يزيد أو يقل قليلا عن هذا العدد, أيضا يعد مسلسل( فرقة ناجي عطالله) محظوظا بتسويقه لعدد كبير من الفضائيات قبل أن ينطق المخرج رامي إمام بكلمة أكشن, المسلسل للكاتب يوسف معاطي, تدور أحداثه حول ضابط متقاعد, يقرر الانتقام من إسرائيل, بسبب أعمالها الوحشية في فلسطين, من خلال السطو علي بنك إسرائيلي, فيتصل بمجموعة من تلاميذه, ويتفق معهم علي القيام بالمهمة, ولكل منهم دوافعه في الموافقة فمنهم من يوافق حتي يهرب من ظروفه الاقتصادية الصعبة, ومنهم من يوافق بسبب كراهيته الشديدة لهذه الدولة, ومنهم من يوافق لكونه لا يوجد خلفه أي شيء يفعله أو يخشي عليه, يتقاضي عادل إمام30 مليون جنيه أجرا, وهو يوازي أكثر من نصف التكلفة الإنتاجية للمسلسل(57 مليون جنيه) التي رصدها له اتحاد الإذاعة والتليفزيون, يشارك فيه أنوشكا وأحمد زاهر, ومحمد إمام وأحمد صلاح السعدني, وهيثم زكي, وعمرو رمزي, ونضال الشافعي, وأخر المنضمين له الممثلة السورية كيندة علوش. وفي العاصمة الفرنسية باريس يصور محمد هنيدي المشاهد الأولي من رمضان مبروك أبو العلمين حموده للمخرج سامح عبد العزيز, ويعتبر بمثابة الجزء الثاني من فيلمه الذي حمل نفس الاسم, وقد يكون النجاح الكبير الذي حققه الفيلم في السينما, وأعاد هنيدي للمنافسة بقوة علي شباك التذاكر هو الذي دفع هنيدي إلي أخذ رمضان معه في عودته للتليفزيون, فقد يعيده بنفس القوة لجمهور الشاشة الصغيرة, ويجسد هنيدي نفس دور مدرس اللغة العربية مع العديد من المواقف الكوميدية المختلفة خاصة بعد انتقاله للعيش لفترات طويلة في مجتمعات أوروبية لها عاداتها وتقاليدها, وتشاركه نسرين إمام وكريمة مختار وليلي طاهر وضياء الميرغني ورياض الخولي وحمدي أحمد, إنتاج تامر مرسي وشركتة سينرجي. يبدو أن نجوم الكوميديا هم أصحاب الكلمة الأولي في دراما2011, حيث استقر أشرف عبد الباقي علي تقمص دور مصلح اجتماعي في مسلسل أمنا الغولة للمخرج محمد أبو سيف, مع دلال عبد العزيز وعبير صبري ومحمود الجندي, وتدور أحداثه حول عدد من القضايا التي يواجهها المجتمع المصري مثل البطالة والسلبية, وقد يعوض هذا المسلسل الفنان أشرف عبد الباقي عما تعرض له مسلسله العام الماضي مش الف ليلة وليلة الذي لم يحقق نجاحا كبيرا لسوء موعد عرضه. وانطلقت مسلسلات السير الذاتية والتي تأتي في مقدمتها سيرة الصبوحة ومسلسلها الشحرورة وقد تشربت كارول سماحة شخصية صباح, ويكاد يكون مسلسل السيرة الذاتية الوحيد الذي ينفذ وصاحبه علي قيد الحياة, وهذا أمر يتوافق كثيرا مع شخصية صباح التي لا تخشي سرا في حياتها مهما كانت حساسيته, وما أكثر تلك الأسرار التي كانت قد أفشت ببعضها للفضائيات, وصلت إلي حد اعترافها بالخيانة, ولكن هل سيكون سيناريو المسلسل في نفس جرأة صاحبته؟ ودخلت وفاء عامر عالم تحية كاريوكا وهو عالم ثري دراميا بما فيه من أحدث متشابكة ومتضاربة أحيانا, خاصة الدور الوطني الذي كانت تتمتع به شخصية كاريوكا سواء أيام الاحتلال الإنجليزي وقيامها بإخفاء الزعيم الراحل أنور السادات, أو حتي قانون103 للنقابات الفنية في حقبة التسعينيات, والذي تحمس له الكاتب الراحل سعد الدين وهبة بينما واجه معارضة شديدة من الفنانين, علي رأسهم المخرج يوسف شاهين وتحية كاريوكا, ثم الزيجات المتعددة لكاريوكا(13 زوجا) ولكل منهم شخصيته المختلفة, ما بين زيجات استمرت شهورا, وآخر انتهي بكشفها خيانته, وثالث انتهي بقضايا في المحاكم وبالتحديد المخرج فايز حلاوة آخر أزواجها, ويعد هذا المسلسل فرصة ذهبية للفنانة وفاء عامر لتظهر جوانب مختلفة لشخصية مليئة بالتعاريج والمرتفعات والمنحنيات والقوة والضعف.. وإن تعجبت من نصيحة وفاء لشقيقتها أيتن عامر التي دفعتها للانسحاب من المسلسل, كانت أيتن مرشحة لأداء دور تحية كاريوكا في المرحلة العمرية الأولي, إلا أن وفاء عامر رأت إنها لا تشبه وفاء في مرحلة الصغر فانسحبت أيتن من المسلسل! وخسر المسلسل بذلك فنانة موهوبة بحق!.. ويبدو أن ثراء شخصية تحية كاريوكا, عمل علي توزيع شخصياتها الدرامية لأكثر من فنانة مثل( سمارة) لغادة عبد الرازق والكاتب مصطفي محرم والمخرج محمد النقلي, وعلي غادة التخلص من زهرة التي نقلتها إلي مرتبة النجوم الكبار, رغم كل ما تعرض له المسلسل من انتقادات, ثم( شباب امرأة) الذي اعتذرت عنه رانيا يوسف, وآثرت الذهاب إلي شخصية أخري لا تقل ثراء عن كاريوكا, سعاد حسني في واحد من أفضل أدوارها في السينما المصرية الزوجة الثانية والذي تقرر تحويله إلي مسلسل, وهو اختبار صعب لرانيا يوسف, وإن كانت رانيا في أعمالها الأخيرة قد كشفت عن أنها تحمل بداخلها فنانة علي قدر كبير من الموهبة كما رأيناها في أهل كايرو والحارة وهما شخصيتان متناقضتان تماما.