حذر مستشار الأمن القومي الأمريكي جيمس جونز من ان ايران قد تهاجم إسرائيل بواسطة حزب الله وحماس, وذلك كرد فعل علي ماتتعرض له من ضغوط دولية للتخلي عن برنامجها النووي المثير للجدل. وأوضح جونز في كلمة أمام مركز الدراسات الاستراتيجية والدولية في واشنطن ان التاريخ يؤكد انه عندما تشعر الأنظمة والحكومات بالضغط الشديد, فإنها تلجأ إلي الرد غير المباشر, مشيرا الي انه في حالة ايران فإن الرد المناسب هو مهاجمة اسرائيل من خلال حزب الله في لبنان وحماس في غزة. كما أشار جونز إلي احتمال فرض المزيد من العقوبات علي ايران كعامل ضغط ناهيك عن الضغوط الداخلية المتمثلة في المظاهرات المناهضة لحكومة الرئيس محمود أحمدي نجاد. وعلي صعيد أزمة الملف النووي الإيراني, أكد منو شهر متكي وزير الخارجية الإيراني استعداد بلاده للتوصل الي اتفاق مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية, كما شدد خلال اجتماعه مع نظيرته السويسرية ميتشلين كامي ريي علي هامش اجتماعات منتدي التعاون الاقتصادي بمنتجع دافوس السويسري استعداد ايران لإثبات حسن نواياها في حالة توافر الثقة لدي طرف اخر للتعاون في مجال تبادل الوقود النووي. وقال ان الاقتراح الإيراني بشأن التبادل التدريجي للوقود, والتي وصفها بأنها فرصة امام الدول الخمس دائمة العضوية بمجلس الامن وألمانيا مازالت علي مائدة المفاوضات, وأعرب عن امله في ان يتم التعامل مع هذا الاقتراح من منظور واقعي. وأكد انه تم تبديد اوجه الخلاف والغموض بين ايران والوكالة الدولية للطاقة الذرية ونيات طهران من مواصلة انشطتها النووية السلمية, وذلك من خلال اطر التعاون مع الوكالة. ومن ناحيته, صرح يوكيا امانو مدير عام الوكالة الدولية للطاقة الذرية بان الحوار بين ايران والاطراف الساعية لبيع وقود نووي لطهران مازال مستمرا مشيرا الي ان الاقتراح مازال مطروحا علي المائدة والحوار مازال مستمرا. وأعرب امانو عن امله في التوصل الي اتفاق قريب بين الاطراف المعنية ومواصلته العمل كوسيط لبناء الثقة بين الجانبين. وفي الوقت ذاته, نددت موسكو بقرار طهران الخاص بتخصيب اليورانيوم لمفاعلها للأبحاث النووية في طهران باعتباره يمكن ان يعرقل الجهود الرامية الي حل القضية النووية الايرانية. وأوضح اندريه نسترنيكو المتحدث باسم وزارة الخارجية الروسية ان المجتمع الدولي يشعر بقلق ازاء قرار ايران الخاص باعتزامها تخصيب اليورانيوم بنسبة تصل الي20% لتوفير الوقود لمفاعلها النووي البحثي. وحذر من ان قرار التخصيب بنسب تركيز مرتفعة يتناقض مع قرارات مجلس الأمن ومجلس محافظي الوكالة الدولية للطاقة من شأنه تصعيد القلق الدولي ويعطل التوصل الي حل مبكر لازمة الملف النووي الايراني. وتزامن هذا الموقف الدولي المتوتر إزاء النظام الإيراني مع الكشف عن وثائق سرية بريطانية تؤكد ان مارجريت ثاتشر رئيسة الوزراء البريطانية السابقة كانت علي خلاف مع ادارة الرئيس الامريكي الأسبق جيمي كارتر في طريقة التعامل مع ايران خلال ازمة احتجاز رهائن في السفارة الامريكية في طهران عام1979. وأشارت الوثائق التي تكشف عن تفاصيل العام الاول لتاتشر في السلطة الي ان رئيسة الوزراء الملقبة ب المرأة الحديدية رفضت طلبا من كارتر باتخاذ موقف متشدد من الجانب الايراني تضامنا مع الموقف الامريكي عام1979, وجاء ردها بالرفض بعد قرابة الاسبوع من الطلب الأمريكي, وبررت ذلك بأن اي تدخل بريطاني سيضر بالموقف اكثر مما سيفيده, الامر الذي ادي الي توتر العلاقات بين الجانبين الامريكي والبريطاني. فقد طلب كارتر من ثاتشر تقليص حجم البعثة الدبلوماسية البريطانية في ايران كإجراء احتجاجي, الا انها رفضت استخدام البعثة البريطانية كسلاح دبلوماسي, مؤكدة انه لن يكون مؤثرا, كما اعربت عن قلقها من اتخاذ ايران إجراءات انتقامية من الدبلوماسيين البريطانيين الذين سيواصلون العمل في طهران. وقد امضت ثاتشر اكثر من11 عاما كرئيسة لوزراء بريطانيا وكشفت مؤسستها الخاصة عن هذه الوثائق وفقا لقانون30 عاما من السرية. وعلي صعيد الوضع السياسي الداخلي في ايران, كشفت وسائل اعلام ايرانية النقاب عن ان16 من المتورطين في المظاهرات المناهضة للحكومة يمثلون خلال ساعات امام احدي المحاكم الايرانية بتهمة اثارة الشغب. وكانت إيران قد اعدمت امس الاول اول شخصين من نشطاء المعارضة منذ اندلاع المظاهرات التي تلت الانتخابات الرئاسية خلال العام الماضي, بعد مصادقة محكمة الاستئناف علي الحكم الصادر ضدهما من قبل محكمة ثورية أدانتهما بتهمة محاربة الله بسبب انتمائهما لجمعية تدعو الي عودة ايران الي الحكم الملكي الذي كان سائدا قبل الثورة الايرانية عام1979. وتم تنفيذ حكم الاعدام في طهران في كل من محمدرضا علي زماني وآرش رحماني بور, وهما اثنان من العناصر التي وصفتها وسائل الاعلام بانها مثيرة لأعمال الشغب التي اعقبت الانتخابات الرئاسية الايرانية. ومن ناحيته, اكدوزير الخارجية الألماني انه يتعين علي ايران الوفاء بالتزاماتها لحماية الحقوق المدنية والسياسية لمواطنيها, مشيرا الي ان الحكومة الالمانية ستواصل متابعة هذا المطلب بتصميم. وتأتي هذه التصريحات بالتزامن مع موقف المتحدث باسم البيت الأبيض الامريكي وليام برتون الذي قال ان اقدام الجمهورية الاسلامية علي إعدام السجناء السياسيين لن يوفر لها الاحترام والشرعية اللذين تنشدهما.