أكد الدكتور محمد عمارة المفكر الإسلامي وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن مكمن الخطورة في قضية جنوب السودان يرجع في الأساس إلي اتفاقية نيفاشا التي وقعت عام2005. وأعطت الجنوب الحق في الاستفتاء علي تقرير المصير مما فتح الباب علي تدمير الوحدة في السودان, وتساءل: هل يجوز لأي محافظة في أي دولة أن تعطي لها حق تقرير المصير فتلك هي القضية, فحق تقرير المصير مبدأ ظهر بداية في القرن التاسع عشر بمعني أن القوميات المجزأة من قلها أن تتحد وأن القوميات التي ليست بها دول من حقها أن تقرر مصيرها وأن تكون لها دولة, أما أن يعطي حق تقرير المصير لجزء من وطن لإنشاء دولة مستقلة بذاته; فهذا خارج عن مبدأ تقرير المصير. جاء ذلك خلال الندوة الشهرية التي عقدتها أمس الجمعية الشرعية تحت عنوان استفتاء جنوب السودان.. الرؤية والعبر. وأشار الدكتور محمد عمارة إلي أن أمريكا التي تقف الآن إلي جانب جنوب السودان في الانفصال عن الشمال هي التي قادت حربا ضروسا خلال الفترة من1861 1865 ضد10 ولايات أمريكية حينما حاولت أن تنفصل عن شمال أمريكا. ويرجع اهتمام الغرب بانفصال جنوب السودان إلي أن السودان أكبر البلاد الإفريقية مساحة, حيث إنها تمثل8.3% من مساحة إفريقيا, كما أن70% من السودان مسلمين, ونسبة الديانات القديمة25%, والمسيحيين يمثلون5% فقط, حتي في الجنوب فإن الإسلام متقارب مع المسيحية والباقي من الديانات الأخري. وإن السؤال هو بوابة العروبة والإسلام إلي قلب إفريقيا, كما أنه بوابة لسبع دول, حيث إن حدوده مشتركة مع7 دول إفريقية. وأوضح عمارة أن الحل لن يتأتي إلا من خلال وحدة إسلامية وأمة موحدة علي اختلاف تنوعها الثقافي والعرقي والديني, لأن هذا التنوع والاختلاف آية من آيات الله, وكما أن الوحدة الإسلامية فريضة دينية فهي أيضا ضرورة لحماية الإسلام والمسلمين, فيجب أن يكون هناك رباط جامع للعالم الإسلامي بقومياته المختلفة. ويؤكد الدكتور محمد المختار المهدي رئيس الجمعية الشرعية وعضو مجمع البحوث الإسلامية أن الصهيونية العالمية منذ زمن طويل حددت هدفها بتقسيم العالم الإسلامي إلي دويلات صغيرة حتي تتسني لها السيطرة عليه, ففي محاضرة لأحد مسئولي الأمن الإسرائيلي السابق قال إن السودان بموارده ومساحته الشاسعة يمكن أن يكون دولة إسلامية قوية, ولذلك لابد من إضعاف السودان من أجل دعم وترسيخ الأمن الإسرائيلي, ولذا عملنا علي توسيع بؤرة دارفور لتحقيق الهدف المنشود. وأوضح رئيس الجمعية أننا نلوم علي المسئولين في السودان عندما وافقوا علي استفتاء تقرير المصير في جنوب السودان مما يضع السودان في مشكلة الانفصال. والجمعية الشرعية باعتبارها عضوا في الهيئة العالمية للإغاثة; فقد ركزنا علي السودان بعد ظهور مشكلة السودان ودارفور فقمنا بإرسال8 قوافل من المساعدات إلي دارفور وجوبا وكاتلا ونقوم حاليا بإرسال قافلة طبية إلي جوبا كل4 أشهر, كما أرسلنا172 طنا من المواد الغذائية إلي جانب10 أطنان أدوية, وأيضا قمنا بحفر12 بئرا للري في المناطق التي لا تصل إليها مياه النيل, إلي جانب دعم الجنوب بأجهزة رش المييدات والمولدات الكهربية. وأكد رئيس الجمعية أن جهود الإغاثة من جانب المسلمين هي السبيل الذي يمكن أن يقف في وجه التنصير والتبشير في هذه المناطق الفقيرة.