السد العالي رمز للتحدي والصمود في مواجهة مواقف الولاياتالمتحدة, وبعض الدول الأوروبية التي رفضت تمويل بنائه, فجاء الرد من الزعيم جمال عبدالناصر بتأميم قناة السويس لتوفير التمويل اللازم لبناء هذا المشروع العظيم. وقد شرفت بالعمل في وزارة السد العالي.. وكانت المصادفة استلامي العمل في يوم1964/1/9 يوم الاحتفال بتحويل مجري النهر.. واستمر عملي بها حتي1974, بعد أن تحولت إلي هيئة السد العالي. وللعلم فإن الغالبية العظمي من العاملين في المشروع كانوا من الشباب المصري, بالاضافة إلي الخبرة الفنية والادارية ممثلة في بعض العاملين الذين تم نقلهم من وزارة الري آنذاك, وكان لذلك انعكاسه الإيجابي علي بيئة العمل التي ترفرف عليها رايات الحب والتلاحم والشعور بالانتماء الي أسرة واحدة. وتميز اسلوب العمل بالانسيابية والبعد عن التعقيدات واللوائح, الأمر الذي أسهم في سرعة الإنجاز وللتدليل علي فطنة وذكاء الادارة ما قامت به هيئة بناء السد العالي بعد انتهاء العمل به بنقل المعدات والالات الي المحافظات والوزارات المختلفة, وأيضا إنشاء شركات ضمت العاملين بالمشروع وتزويدها بالمعدات والآلات اللازمة, ونقل عهدة الاثاث الخاص بكل موظف إلي الجهة التي ينقل اليها, وكل ذلك كان من شأنه خفض التكلفة النهائية للمشروع. وبعد رحيل الرئيس عبدالناصر تعرض هذا المشروع العملاق لانتقادات حادة من البعض إلا أن الاثار الايجابية له كانت أبلغ رد علي هؤلاء, والتي من بينها حماية مصر من الأخطار الناتجة عن الفيضانات الشحيحة كالجفاف والمجاعات بالاضافة إلي حمايتها من الفيضانات العالية, فضلا عن توسيع الرقعة الزراعية وتحويل ري الحياض إلي الري الدائم, وتوليد الطاقة الكهربائية التي تستخدم في تشغيل المصانع وانارة المدن والقري, وأخيرا أتذكر ما قاله الشاعر صلاح جاهين.. قلنا هنبني ودي احنا بنينا السد العالي.. بأموالنا وبإيد عمالنا ودا احنا بنينا. محمد محروس محمد استشاري وخبير ضرائب