توقعنا أن تهتز المشاعر والقلوب نحو لاعب الكرة السكندري باسم ممدوح عرفة, الذي لقي ربه وهو يقوم بعملية التسخين مع فريقه مزارع رجب أمام نهضة العامرية بدوري الدرجة الثالثة لكرة القدم التي لم تجر في موعدها عصر السبت الماضي بملعب أبوالمطامير بعد أن قرر الحكم إلغاء المباراة بسبب وفاة اللاعب فجأة!! وبرغم هول المفاجأة التي نزلت كالصاعقة علي منطقة باكوس وعلي أسرة اللاعب.. إلا أن وجدان رجال الأعمال والمسئولين لم تهتز!.. ولم يتحرك أحد لرعاية زوجة اللاعب التي سوف تضع مولودها بعد ستة أشهر بلا أب يأويه أو حتي معاش شهري يؤمن مستقبل الإنفاق علي الطفل الرضيع. وقد صرحت رحاء بسيوني, رئيسة إذاعة الإسكندرية, بأن اللاعب المتوفي حضر للعمل صباح يوم المباراة وغادره في الساعة9,03 صباحا, وأنه غير معين رسميا كفني هندسة بالإذاعة.. بل هو يعمل في هذه الوظيفة بعقد منذ شهرين فقط, ومن ثم يصعب صرف معاش حكومي له.. اللهم إلا إن جاءت تعليمات جديدة من كبار المسئولين باتحاد الإذاعة والتليفزيون.. أو من وزير الإعلام شخصيا. ومن جانبه, أكد شقيق اللاعب المتوفي محمد ممدوح عرفة أن اللاعب لم يكن يشكو من أي أعراض مرضية, لأنه كان رياضيا ويعشق كرة القدم ويعتبرها مهنته الأولي, وكان يلعب بنادي مزارع رجب بأبوالمطامير لكي ينفق من راتب الكرة علي زوجته التي تزوجها قبل ثلاثة أشهر فقط, وهو من مواليد3891 بمنطقة دنه بباكوس, ولم يذهب طوال عمره إلي مستشفي حتي يدعي أحدا عليه أنه كان مريضا قبل أن يلعب الكرة. من جانبه, قرر محمد مصيلحي رئيس نادي الاتحاد السكندري وهو الوحيد الذي قرر أن يتبرع بمبلغ مالي كبير لأسرة اللاعب وزوجته أنه لا يعرف اللاعب ولا ظروفه, وإنما علم بوفاته من الأهرام, ومن برنامج الكورة مع شوبير, الذي نجح في إيجاد فرصة عمل لزوجته لكي تستطيع الإنفاق علي مولودها القادم دون حاجة لأحد!! يذكر أن اللاعب باسم ممدوح عرفه سقط مغشيا عليه قبل أن يقوم حكم مباراة نهضة العامرية مع مزارع رجب بإعطاء إشارة بانطلاق المباراة ضمن دوري الدرجة الثالثة لكرة القدم بأبوالمطامير بحيرة, وذلك إثر نوبة إغماء أصابت اللاعب فجأة ابتلع خلالها لسانه, ثم نجح مدربه في فتح فمه وإدخال جهاز تليفون مجهول بداخله لكي لا يقوم اللاعب بعض لسانه مرة أخري ويعرض نفسه للاختناق, وبعد أن آفاق اللاعب لدقائق لم يجد أي طبيب يسعفه, أو إسعاف تنقله سريعا لأقرب مستشفي إلي أن فارقت روحه إلي بارئها بعد54 دقيقة عندما حضرت سيارة إسعاف غير مجهزة ونقلته إلي مستشفي أبوالمطامير العام جثة هامدة. الأمر الذي جعل طبيب المستشفي يكتب في تقريره الطبي أن اللاعب فارق الحياة بعد أن أصيب بهبوط حاد بالدورة الدموية. الطب الرياضي كان له رأي آخر, حيث أكد الدكتور محمد خلف, استشاري الطب الرياضي والطبيعي, أنه لابد من تدريب الأطباء علي مثل هذه الأحداث, ويجب أن يكون هناك إسعاف مجهز وطبيب مدرب, لكن للأسف أصبح كل من هب ودب يعمل في الطب الرياضي والعلاج الطبيعي!!