لجأت إليك بعد أن طفح الكيل بي, واصبحت عاجزا عن ايجاد حل بعد أن تخلت وزارة الصحة عن حالة طفلتي بخطاب عجيب عجزت عن تفسيره أرفقه برسالتي والأزمة باختصار شديد ان ابنتي مريم ولدت منذ احد عشر شهرا مصابة بمرض نادر هو تخزين الجليكوجين, ومن اعراضه تضخم عضلة القلب وتضخم الكبد والطحال, بالإضافة إلي ثبات وزنها عند خمسة كيلو جرامات, والتفسير الطبي للمرض هو نقص انزيم معين في الجسم, والعلاج الوحيد لهذه الحالة هو انزيم تعويضي اسمهAcidMaltase وقد وفقني الله للوصول إلي اسمه الطبي في مصر وهو عقارMYOZME50mg من انتاج شركة امريكية وسعر العلبة الواحدة منه6200 جنيه, وتحتاج ابنتي إلي أربع علب كل شهر منه مدي الحياة. ولأنني اعمل مهندس كهرباء ارزقيا, فإن مبلغ25 ألف جنيه شهريا ثمن العلب الأربع هو حلم بعيد المنال, لقد قصدت التأمين الصحي ولكنه رفض توفير العلاج بحجة أن الدواء غير مسجل في وزارة الصحة, وتوجهت اليها وأنا أتعشم الحصول علي قرار بالعلاج علي نفقة الدولة لكنها رفضت لأن ذلك من اختصاص التأمين الصحي وليس العلاج علي نفقة الدولة, فقررت ان أراسل الوزير شخصيا حتي يوفر العلاج لطفلتي المريضة وبالفعل ارسلت اليه خطابا ولم اتوقع ان يرد علي رسالتي ولكنه رد بالفعل, وجاء رده عجيبا بخطاب رقم2/10341 وأفادنا بأن العقار غير مسعر إجباريا وطبقا للتعليمات لا يجوز صرف أي دواء غير مسجل أو مسعر!! وأريد ان أوجه للسيد الوزير عبر بريدك سؤالا.. ما ذنب مريم في أن الدواء غير مسعر, وهل ستتخلي عن طفلة تموت لأن الدواء غير مسعر, وإذا كان الأمر كذلك فلماذا لم توفر لطفلتي العلاج البديل, وهل اترك طفلتي تموت؟ أعذرني يا سيدي إذا كنت حادا في كلامي, فأنا اقف موقف الأب العاجز الذي يتأمل موت طفلته ويعجز عن علاجها, فقد انفقت كل ما املك حتي أوفر لها الدواء طوال الفترة الماضية ولم يعد معي حتي مصاريف المعيشة, ولله الأمر. * الواضح ان العلاج موجود بالفعل ولكنه غالي الثمن, ولا أدري كيف يوجد في السوق المصرية دواء يباع بهذا السعر, وليس مدرجا ضمن قائمة الأدوية المسجلة في وزارة الصحة. وهذا يجرنا إلي الحديث عن مسألة أن العلاج علي نفقة الدولة في حدود معينة, وعلي المريض أن يوفر باقي الثمن.. إذ كيف يتمكن مواطن بسيط لا يستطيع توفير القوت الضروري لأولاده من توفير مبالغ تقدر بآلاف الجنيهات, من أجل العلاج.. انه في هذه الحالة لا سبيل أمامه إلا أن يترك نفسه أو ابنه أو أي فرد من أسرته للموت البطيء. وليت القانون الجديد للتأمين الصحي يغطي هذه المسألة الخطيرة, فالمرضي بالملايين, ولا يعرفون كيف يتوافر لهم العلاج.. وهذه الرسالة مثال صارخ لما يعانيه الكثيرون الذين يصرخون صرخات مكتومة لايسمعها أحد من المسئولين!