تلقي الرئيس حسني مبارك صباح أمس رسالة من الرئيس السوداني عمر البشير تتعلق بتطورات الأوضاع في السودان. قام بنقل الرسالة وزير الدفاع الوطني السوداني الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين خلال استقبال الرئيس مبارك له صباح أمس بمقر رئاسة الجمهورية بمصر الجديدة. وصرح الوزير السوداني بأن الرئيس مبارك أكد خلال اللقاء دعم مصر الكامل لإحلال السلام والاستقرار والتنمية في ربوع السودان.. وقال: إن الرئيس مبارك أكد استعداد مصر لتقديم جميع أشكال المساعدة للسودان ووقوفه مع السودان, وأن مصر تساند إجراء استفتاء يتمتع بالشفافية وفقا لرغبة أبناء السودان, ويؤدي الي وحدة طوعية واختيارية بين الشمال والجنوب. وقال وزير الدفاع السوداني الفريق أول ركن عبدالرحيم محمد حسين: إن زيارته لمصر تأتي في إطار العلاقات المتميزة بين البلدين ولشرح الموقف الحالي الذي يواجه السودان بشأن الاستفتاء والوضع في دارفور. واضاف أنه قدم خلال اللقاء مع الرئيس مبارك شرحا وافيا حول الأوضاع في السودان خاصة مناطق التماس بين الشمال والجنوب, والمشكلات التي تواجه إجراء الإستفتاء في مواعيده, وما يجب أن يتم قبل إجراء الاستفتاء من عمليات مهمة حتي نضمن أن يقود الاستفتاء الي السلام. ولفت وزير الدفاع السوداني إلي أن القضية الجوهرية للمسألة بين الشمال والجنوب هي قضية السلام والأمن والاستقرار, وبالتالي ينبغي الإعداد جيدا لإجراء الاستفتاء لأنه ليس غاية, وإنما وسيلة من أجل ترسيخ ودعم الأمن والاستقرار. وقال وزير الدفاع السوداني إنه شرح للرئيس مبارك أهمية ترسيم الحدود حتي يتم الاستفتاء علي حدود معلومة ومعروفة,وكذلك ضرورة حل قضية أبيي, موضحا أن أهمية منطقة أبيي لاتتعلق فقط بظهور البترول فيها كما تردد وسائل الإعلام وأن مسألة البترول عارضة ولكن أهميتها تتعلق بقضاء بعض القبائل السودانية الكبري فيها سبعة أشهر من كل عام للرعي. وأعلن أنه تم الإتفاق علي ترسيم مانسبته08% من الحدود بين الشمال والجنوب السوداني, والمشكلة تكمن في أقل من02% من مناطق الحدود, مؤكدا ضرورة حل مشكلة ترسيم الحدود لتمهيد الأرض أمام الإستفتاء,حتي لايكون هناك أي مبرر لحدوث اقتتال في المستقبل. وأوضح أنه تجري مناقشات حاليا لحل عدد من القضايا العالقة مثل الهوية والديون وتقسيم البترول, وذلك قبل الاستفتاء حتي يكون أداة لدعم الاستقرار والسلام. وردا علي سؤال حول وجود مؤشرات لتأجيل الاستفتاء, قال وزير الدفاع السوداني إن المنطق والواقع يقول هكذا,ولكن من الضروري حل جميع القضايا مثل الحدود وأبيي, في إطار الدولة الواحدة, لأن حلها في إطار دولتين يفتح المجال أمام التدخلات الأجنبية والتباعد. وحول رد فعل حكومة الخرطوم في حالة إعلان انفصال الجنوب من طرف واحد, قال الوزير السوداني:هذا أمر غير قانوني ولن يعترف به الاتحاد الإفريقي أو غيره لأنه سيتناقض مع إجراءات اتفاق السلام. وردا علي سؤال حول ماإذا كان قد تم ترسيم الحدود بالفعل قبل بدء الاستفتاء, قال الوزير السوداني إنه تم الاتفاق علي ترسيم08% من الحدود علي الورق باستثناء أربع مناطق صغيرة, هي: جودة والمجانس وحفرة النحاس وكاكا التجارية,بالإضافة إلي منطقة أبيي. وأشار إلي أن الجانب الجنوبي تغيب طوال الأشهر الماضية عن حضور الاجتماعات الخاصة بحسم تلك القضايا رغم الدعوات المتكررة إليه بما أدي الي عدم حسمها. وحول الوضع في دارفور, أكد وزير الدفاع السوداني أنه في أحسن حالاته في الوقت الراهن.