المستشار محمود فوزي ل«إكسترا نيوز»: تنمية الإنسان المصري هدف أساسي للحكومة الجديدة    محمد الباز: المشككون في الشهادات الجامعية لوزير التعليم جهلاء    الزراعة: نستهدف تصدير 9 ملايين طن منتجات زراعية خلال 2024    «الكهرباء» ترد على أخبار انسحاب شركة «سيمنز» من مصر (فيديو)    وول ستريت جورنال: بايدن يوافق على شحنة قنابل وزن 500 رطل لإسرائيل    وكيل قندوسي: نسبة الاستمرار مع الأهلي 50%.. ونبحث عن المشاركة بشكل أساسي    تامر حسني عن «رابطة مُحبي القُرع» :باب الإنضمام مفتوح لآخر شهر 8 (فيديو)    شقيقة الملياردير العالمي إيلون ماسك تبدي إعجابها بتجربة أوراسكوم بيراميدز في تطوير الأهرامات    نائب محافظ سوهاج يترأس اجتماعًا لبحث تشغيل المركز الطبي بحي الكوثر    محافظ القليوبية يجري اتصالا بالأولى على الدبلومات الفنية    بورشة عمل مشتركة.. «الأطباء» و«الأسنان» تناقشان مسودة مشروع قانون المسؤولية الطبية (تفاصيل)    التحالف الوطني ينظم زيارة لمستشفى جراحة الأطفال ويقدم لهم الهدايا    "على خطى الزمالك".. المصري البورسعيدي يعلن قرار من الاتحاد الأفريقي بشأن مشاركته في الكونفدرالية    وزير الإسكان يتفقد اللمسات الأخيرة لشقق "سكن لكل المصريين" بحدائق العاصمة    شيخ الأزهر يكشف عن أمنيته الأسمى "تعليم الأطفال القرآن الكريم"    التقديم وشروط الالتحاق والأوراق المطلوبة للالتحاق ب مدرسة الضبعة النووية    حريق هائل بمحطة محولات قولنجيل بالمنصورة    مباشرة من قلب الساحل الشمالي.. إطلاق قناة «U LIVE» لعرض فعاليات مهرجان العلمين    باسم مرسي يكشف تفاصيل مشاركة لاعبي الدوري المصري في المراهنات    مايا مرسي وغادة والي تبحثان تعزيز أطر التعاون بين التضامن والأمم المتحدة    آخر برونزية في 1980.. لماذا اختفت مباراة المركز الثالث في بطولات اليورو؟    أمريكا تعلن عزمها نشر أسلحة فرط صوتية في ألمانيا عام 2026    حماقي يطرح أول أغاني ألبومه «هو الأساس» بعنوان «واكلة الجو»    مصر تُدين استمرار استهداف إسرائيل المُمنهج للمدنيين في غزة    كوريا الجنوبية: مصرع 5 أشخاص وتدمير 20 أثرا تاريخيا جراء الأمطار الغزيرة    بعد قرار القبض عليه.. زوجة عصام صاصا توجه رسالة له    أيهما أخطر الانحراف الأخلاقي أم الديني؟ خالد الجندي يجيب (فيديو)    أونروا: مقتل 524 شخصا جراء 453 هجمة نفذها الاحتلال ضد منشآتنا فى غزة منذ اندلاع الحرب    موندو ديبورتيفو: برشلونة يحدد سعر التخلي عن رافينيا    توفير وظائف بالخارج.. وزير العمل يستقبل المدير العام لمنظمة العمل العربية    الكلية الفنية العسكرية تستقبل نائب رئيس الجامعة الوطنية لتكنولوجيا الدفاع الصينية    سعد الدين الهلالي: جيل 1946 أضاف للفقه الإسلامي في أحكام المواريث    جوهر الهجرة    محافظ كفرالشيخ يزور دار الأمل لإيواء الأطفال الأيتام    جامعة طنطا تطلق 12 قافلة شاملة لخدمة القرى الأكثر احتياجا بالغربية    الأمن القومى وتأمين الحدود أولوية.. برنامج حكومة مصطفى مدبولى.. فيديو    «مرسال» تعالج الأيتام    في "حريق استديو الأهرام".. محامي شركة الأصول الثقافية يطالب برفض الدعوى المدنية من المتضررين    الموسيقات العسكرية المصرية تشارك في مهرجان "ديبريسين" بالمجر    فاجعة مرسى الرملة.. مصرع شاب خلال عمله في صيانة أحد المراكب بالأقصر    سفيرة البحرين بالقاهرة: العلاقة بين دولتنا ومصر متميّزة في شتّى المجالات    الاتحاد الفرنسى يُجدد الثقة فى ديشامب رغم وداع يورو 2024    الغرف التجارية: أزمة الأدوية ستنتهي خلال شهرين على أقصى تقدير    اللّهُمّّ يا مجيب الداعين احمي عقول أولادي.. دعاء الوالدين للابناء في الامتحانات    المثلوثى كلمة السر في إسلام موتيابا لاعب الزمالك    «جالانت» يثير أزمة بإسرائيل: تجنيد 3 آلاف يهودي متشدد بحلول الصيف المقبل    مصرع سيدة صدمها قطار أثناء عبورها شريط السكة الحديد بالدقهلية    سماع أقوال شيرين عبد الوهاب في بلاغها ضد حسام حبيب    مديرية العمل ببورسعيد: الاهتمام بتطوير منظومة التدريب المهنى خاصة فى المجالات الفنية    إعلام: مقتل 30 إسرائيليا بنيران حزب الله منذ بداية الحرب    وزير المالية للنواب: سنتعامل بشكل إيجابي مع أزمة الكهرباء    كاتب صحفي: عمر الشريف وضع قدمه في أوروبا بعد لورانس العرب    تحديات على مكاتب الوزراء الجدد    محاكمة عاجلة واتهام جديد للفنان عباس أبو الحسن في قضية دهس سيدتين (خاص)    «صحة مطروح» تحذر من تناول سمكة الأرنب السامة    نائب وزير الصحة لشئون السكان بالفيوم: نستهدف تحسين مخرجات وحدات رعاية حديثي الولادة    أخبار مصر: فيتو تنفرد بنشر عقد أحمد رفعت مع الوحدة الإماراتي، انتشار أدوية مضروبة بالأسواق، وفاة نائب شهير بمجلس الشيوخ    تشكيل الأرجنتين وكندا بنصف نهائي كوبا أمريكا 2024، ميسي يقود هجوم التانجو    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



الكوتا النسائية‏..‏ تطلب الدعم الإعلامي
نشر في الأهرام اليومي يوم 22 - 01 - 2010

اقتناص الفرص الصغيرة يقودنا بشكل أسرع من الانتظار الي الفرصة الكبيرة‏..‏ هذه المقولة قالها احد المفكرين الاوروبيين اسمه هوج اكن وتتوافق تماما مع الفرصة المتاحة اليوم للنساء للمشاركة السياسية الفاعلة‏. القانون الذي اقره مجلس الشعب عام‏2009‏ بتخصيص‏64‏ مقعدا‏ إضافيا للمرأة في البرلمان بمبادرة من السيد رئيس الجمهورية‏,‏ أحدث ضجة كبيرة علي المستوي الاعلامي حيث انقسم الناس الي فريقين فريق مؤيد وفريق معارض‏..‏ ولم يكن الفريق المؤيد كله من النساء‏,‏ ولم يكن الفريق المعارض كله من الرجال‏..‏ فالآراء تضاربت‏,‏ والكثيرون رفضوا القانون لاعتقادهم انه يتنافي مع الدستور‏,‏ أو أنه يعكس عدم الثقة في قدرة المرأة علي النجاح في الانتخابات بمفردها مما يحرمها بالتالي من المنافسة الحقيقية‏,‏ أو لتخوف البعض من عدم توافر الكفاءات الكافية في عدد المتقدمات للترشيح‏,‏ فيتم اختيار سيدات غير ذات كفاءة لإكمال العدد المطلوب‏.‏
ظهر هذا التضارب في الآراء في وسائل الاعلام المختلفة في الاسابيع القليلة التي اعقبت صدور القرار‏,‏ وقام المرصد الاعلامي التابع للمجلس القومي للمرأة برصد وتحليل المادة الاعلامية التي عالجت قضية الكوتا النسائية في الفترة من‏1‏ يونيو‏2009‏ حتي‏18‏ يونيو‏2009‏ بهدف التعرف علي مؤشرات اتجاهات الرأي العام كما برزت في وسائل الاعلام‏.‏
وفي جلسة عقدت أخيرا بالمجلس القومي للمرأة ورأستها د‏.‏ فرخندة حسن الأمين العام للمجلس تم استعراض نتائج التقرير النوعي لوحدة المرصد حول المعالجة الاعلامية لقضايا المرأة والمشاركة السياسية‏,‏ والذي قدمته د‏.‏ايناس ابو يوسف استاذ مساعد بكلية الاعلام والمستشار الفني لمشروع المرصد الاعلامي‏,‏ أعقب العرض مشاركة فاعلة من الحاضرين من نائبات في مجلسي الشعب والشوري واعلاميين واعلاميات والمستشار عدلي حسين محافظ القليوبية ود‏.‏ سامي الشريف عميد كلية الاعلام بالجامعة الحديثة ود‏.‏ سحر حجازي مسئولة باليونسيف وهي المنظمة التي قامت بتمويل المرصد وسوزان حسن مقررة لجنة الثقافة والاعلام بالمجلس‏,‏ وظهر واضحا من المناقشات ان كثيرا من الرافضين لقانون الكوتا لايزالوا علي رفضهم لاعتقادهم انه يتنافي مع الدستور وحقوق المواطنة ويتعارض مع النصوص الدينية وتشوبه شبهة الاجندة الاجنبية او لمجرد ان هذه المجموعة مازالت نظرتهم دونية للمرأة ولايؤمنون بقدرتها علي التواجد في البرلمان واداء دورها الحقيقي لأن طبيعتها تحول دون ذلك‏,‏ في حين أن كل هذه الذرائع ليست حقيقية‏..‏ فالقانون لايخل بمبدأ المساواة وتكافؤ الفرص حيث ان المادة‏62‏ من الدستور التي تم تعديلها عام‏2007‏ نصت علي أنه يجوز للمشرع ان يضع حدا أدني لتمثيل المرأة في المجالس النيابية سواء مجلس الشعب أو الشوري ليضمن التمثيل المشرف لها في البرلمان لاثراء العمل السياسي وانجاح تجربة الديمقراطية‏,‏ وبذلك تكون هذه التعديلات بعيدة كل البعد عن شبهة عدم الدستورية‏..‏ كما أن القانون لايتناقض مع المادة‏40‏ من الدستور التي تنص علي انه لاتمييز بين المواطنين بسبب الجنس او النوع او الدين لان النسبة التي تم تحديدها قليلة للغاية بالاضافة الي أن هذه الحصة تتوافق مع الاتفاقية الدولية الخاصة بالقضاء علي جميع اشكال التمييز ضد المرأة‏(‏ السيداو‏)‏ والتي وقعت عليها مصر عام‏1979‏ والتي تقر مبدأ التمييز الايجابي المؤقت علي طريق نظام الكوتا‏,‏ وتأخذ به دول عربية كثيرة‏.‏
اما بالنسبة للجانب الديني‏,‏ فان حقوق المرأة أقرها الدين الاسلامي وتتضمن الحقوق السياسية وبالتالي لايوجد تعارض مع الدين في شئ‏.‏
ثم نأتي الي الرأي المعارض الذي يقول ان هذه الفكرة مستوردة من الخارج فنقول انها غير صحيحة لأن هذا النظام مطبق في‏162‏ دولة ومنها دول عربية واسلامية‏.‏
اما عن النقد المعارض الذي يري ان هذه المقاعد تنتقص من حقوق الرجال فهو ايضا غير صحيح لأن ال‏64‏ مقعدا مقاعد اضافية علي العدد الاصلي لاعضاء مجلس الشعب‏,‏وبالتالي لاتنتقص من حقوق احد‏.‏
المؤيدون يقولون
وعلي صعيد آخر نجد ان المؤيدين للقانون ركزوا علي ان هذا الحق أصيل للمرأة المصرية ولايتنافي مع الدستور‏,‏ وان الواقع الانتخابي في مصر فرض هذا القانون‏,‏ وان المرأة المصرية مؤهلة تماما لممارسة حقها النيابي في التمثيل في البرلمان‏,‏ واكدوا أن نظام التمثيل النسبي للنساء معترف به وموجود في جميع انحاء العالم‏,‏ وطالبوا الاحزاب والقوي السياسية بالاختيار الجيد ودعم المرشحات وركزوا علي دور المجلس القومي للمرأة في اعداد القيادات النسائية لخوض الانتخابات والمشاركة السياسية‏.‏
وفي النهاية لايسعنا إلا أن نقول ان قانون رفع نسبة تمثيل المرأة بالمجالس النيابية خطوة مهمة في مجال التطور الديمقراطي‏,‏ ودفعة علي طريق الاصلاح السياسي حيث انه يتيح لها الفرصة لخوض العملية الانتخابية دون اي مشكلات يمكن ان تواجهها‏..‏ ولكي يتحقق هذا مطلوب من وسائل الاعلام المختلفة العمل علي تغيير الثقافة السائدة في المجتمع والتي تنظر لمشاركة المرأة في العمل السياسي علي أنها أمر غير مطلوب‏,‏ وتقديم نماذج مشرفة للنائبات وابراز مشاركتهن في جلسات المجلسين والمداخلات التي يقمن بها للدفاع عن حقوق ابناء دوائرهن‏,‏ واستضافتهن في البرامج الحوارية ليس للتحدث عن مشاكل وقضايا خاصة بالنساء فقط‏,‏ولكن للتحدث في كل القضايا العامة والتركيز علي المضمون الحقوقي كحق دستوري‏,‏وتوضيح ان هذا التمييز الايجابي مؤقت لفترة محددة بدورتين فقط‏,‏والتركيز علي الدور الذي يمكن ان تلعبه القيادات المحلية‏,‏ وقصور الثقافة وهيئة الاستعلامات في تهيئة الرأي العام لمشاركة المرأة في العمل السياسي خاصة مع اقتراب انتخابات مجلسي الشعب والشوري‏,‏لأن المهارة وحدها لاتكفي بدون اتاحة الفرص لابرازها‏..‏
فالمشاركة السياسية المرأة اليوم اصبحت امرا ايجابيا بل وحتميا مهما اختلفت الآراء وتناقضت حول قضية الكوتا النسائية لذلك ينبغي عليها ان تسير قدما في حقل العمل السياسي وتضع اقدامها راسخة في دروبه‏.‏


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.