طمي النيل كنز خير مهم جدا, فإضافته للأراضي الخفيفة والرملية تعمل علي بناء تربتها وتعديل قوامها, وزيادة قدرة حفظها للماء وامتصاص العناصر الغذائية اللازمة للنبات, فتزداد خصوبة التربة وانتاجيتها. خصوصا أن الطمي مادة غير قابلة للتأكسد( أي الحرق) فلا تفقد, بل تظل تعمل في التربة إلي الأبد, بعكس المادة العضوية, القابلة للتأكسد والفقد تحت ظروفنا الجوية. ولو كان ماء النيل بدون طمي, ماكانت الدلتا ولا الوادي, وبعد بناء السد العالي, وحجز الطمي أمامه في بحيرة ناصر, ومرور المياه صافية بدأ انهيار الجزر داخل مجري النيل, وتآكلت جسور النيل, والشواطيء عند البحر الأبيض المتوسط, وتأثرت أساسات الأعمال الصناعية علي طول مجري النيل, وقلت سرعة المياه, مما أدي الي زيادة كل من أعداد الأحياء الدقيقة, وملوحة الماء, وتكاثر ورد النيل بشدة, وزيادة مسببات الأمراض والطفيلات كالبهارسيا, كما تم حرمان الأراضي الزراعية من طمي النيل, ومن كميات هائلة من العناصر الغذائية للنبات كبري وصغري, كالنتروجين والفوسفور والبوتاسيوم والحديد والمنجنيز.. إلخ مما أدي الي تضاعف كميات الأسمدة المضافة للمحاصيل. والرأي أن يقوم فريق متكامل من الخبرات بدراسة كيفية الاستفادة من طمي النيل, في التوسع الأفقي لزيادة الرقعة الزراعية, فباستخدام كراكات عائمة يمكنها خلط الطمي مع الماء, وطرد المخلوط في مواسير للشاطيء فيرسب الطمي ويصرف الماء صافيا. لمجري النيل أو للبحيرة, وبعد جفاف الطمي يعبأ في عبوات زنة الواحدة خمسون كيلو جراما, وتشحن الي أماكن الاحتياج, مع دراسة كيفية وأماكن عمل الكراكات, بحيث لا تؤثر علي التوربينات, خاصة ان طول البحيرة في مصر300 كيلو متر. وللعلم فإن عشر عبوات طمي يمكن ان ترفع منسوب مساحة فدان حوالي عشر سنتيمترات. وتتلخص فائدة إضافة طمي النيل للأراضي في تلاشي المشاكل الزراعية المذكورة سلفا وإمكانية التوسع الزراعي الأفقي والرأسي, بجانب زيادة استيعاب البحيرة للمياه, وزيادة عمرها الافتراضي. أبناء مصر هم ثروتها الحقيقية الذين يفكرون لسعادة الشعب مخلصين فإمعنوا الفكر وأدرسوا بعمق وأعملوا. د. م. مصطفي عبد المنعم محمد المنصورة