ظاهرة الانتخابات الأمريكية في السنوات الأخيرة هي التصويت العقابي بالإمتناع. فقد أذاق الجمهوريون حزبهم من مرارة كأس الامتناع عن التوجه لصناديق الاقتراع في إنتخابات الكونجرس والرئاسة قبل عامين فقط واليوم تدور الدوائر ويحل الديمقراطيون والمستقلون الذين وقفوا إلي جوار الرئيس الأمريكي باراك أوباما. محل الجمهوريين والتيار المحافظ. ولو صدقت الاستطلاعات الأخيرة عن غياب الحماس في معسكر الناخبين الديمقراطيين والمستقلين للتصويت في انتخابات الثاني من نوفمبر, فإن العواقب ستكون وخيمة علي الإدارة الديمقراطية والبيت الأبيض .ومن الإستطلاعات يتضح أن اثنين من كل ثلاثة من الناخبين المحتملين الذين يقولون انهم صوتوا لصالح الرئيس أوباما في2008 أقل حماسا للتصويت هذا العام. كما أن ثلاثة من المجموعات الرئيسية التي ساعدت علي فوز أوباما وهم: المستقلون, والناخبون من أصل إسباني, والناخبون للمرة الأولي تراجع حماسهم هذا العام. ويقول96% من الناخبين المسجلين الذين ساندوا الرئيس أوباما انهم سوف يصوتون هذا العام, بينما19% يقولون انهم علي الارجح سوف يتوجهون لصناديق الاقتراع, و10% في هذه المجموعة يقولون انهم بالتأكيد لن يدلوا بأصواتهم, بما في ذلك16 في المائة من المستقلين وواحد تقريبا من كل خمسة من أصل إسباني. الصورة الإجمالية تقول أن ثلاثة بين كل أربعة ساندوا أوباما يقولون انهم لا يشعرون بالرضا من أداء الرئيس ويشعر22% بخيبة أمل وترتفع النسبة إلي34 في المائة بين المستقلين الذين صوتوا لأوباما في عام.2008 وراء خيبة الأمل الحالية حالة الاقتصاد غير المطمئنة حيث لم تشفع لأوباما القوانين الجديدة حول نظام الرعاية الصحية وإصلاحات النظام المالي, فقرابة88% من الناخبين المؤيدين لأوباما في الماضي يرون الادارة الحالية كان لها تأثير ضئيل أو غاب تأثيرها علي وضعهم المالي, علي الرغم من حزمة المحفزات المالية التي شملت خفض الضرائب بالنسبة للغالبية العظمي من الأمريكيين. وفي مؤشر أخر, يعتقد50% أن الرئيس قد أمضي وقتا قليلا جدا في التعامل مع الاقتصاد, بينما33% يقولون انه قضي وقتا قليلا جدا في الإصلاح المالي و15% يقولون انه قضي وقتا قليلا جدا في الرعاية الصحية. ويزداد الأمر صعوبة عندما نري أن35% من الأمريكيين- وبخاصة الناخبين المستقلين الذين يمثلون40% من مجموع الهيئة الإنتخابية- يعتقدون أن الرئيس لا يملك خطة واضحة لخلق فرص عمل في وقت تقترب معدلات البطالة من10%. ومن المفارقات الغريبة, أن الديمقراطيين لا يستطيعون مواجهة الدعاية المنظمة ضدهم بالحقائق والواقعة الأبرز هي عدم قدرة الحزب الديمقراطي علي تسويق المنافع التي تحققت بالفعل من وراء تبني خطة الإصلاح المالي أو الخفر التي وفقا لمكتب الموازنة التابع للكونجرس في تقرير الشهر الماضي قد نجحت في توفير ما بين4.1 و3.3 مليون فرصة عمل في العامين الماضيين. وفي الإستطلاعات الأخيرة, لا يشعر الشعب الأمريكي بالبرنامج رغم أهميته ويقول86% أن المليارات التي خصصها الكونجرس لخطة الحفز قد ضاعت في الهواء بينما يظهر92% من الأمريكيين رضاهم عن الأداء الاقتصادي للإدارة الحالية خاصة أن الإجراءات التي أقدم عليها أوباما لم يمر عليها سوي أقل من عامين وتحتاج عملية التقويم والمراجعة شهورا عديدة ولا يمكن الجزم بفشلها اليوم. المقامرة في خطة الحفز المالي ان الأموال لا تعرف طريقها إلي المواطنين الأفراد ولكن يجري استثمارها في مشروعات البنية التحتية وإحياء صناعات حيوية مثل السيارات وخلق أفكار جديدة مثل مشروعات الطاقة البديلة وهو ما يجعل المواطن العادي غير متعاطف مع رسالة للتغيير كان تقدم وعودها المفرطة للناس بلا خوف أو حسابات معقدة. الفشل في تسويق خطة الانعاش المالي وانقضاض الميديا المحافظة علي الرئيس الأمريكي يدفع الديمقراطيون ثمنه في صورة معركة مفتوحة علي أكثر من001 مقعد يمكن أن تقلب موازين السياسة الأمريكية في السنوات المقبلة.