كتب سمير السيد: تترقب قوي المعارضة الرئيسية التي تضم جماعة الإخوان المحظورة وأحزاب الائتلاف الديمقراطي( الوفد والتجمع والناصري والجبهة), نتائج إجتماع الجمعية العمومية لحزب الوفد يوم الجمعة المقبل للتصويت علي المشاركة في انتخابات مجلس الشعب, وهو الاجتماع الذي يأتي ردا علي عدم الاستجابة لمطالب المعارضة في شأن ضمانات نزاهة الانتخابات التي قدمها رئيس حزب التجمع الدكتور رفعت السعيد إلي الأمين العام للحزب الوطني صفوت الشريف. ويتوقع مراقبون ومصادر وفدية أن تتبني الجمعية العمومية للوفد التي تنعقد بدعوة من رئيس الحزب السيد البدوي, قرارا إيجابيا بالمشاركة في الانتخابات بنسبة تصل من80 إلي90 في المائة, مقللين من تأثير التيار المتشدد الرافض خوض الانتخابات بدون ثمن سياسي. ويرجع المراقبون لجوء البدوي إلي الجمعية العمومية لحسم القرار حول المشاركة في الانتخابات من عدمها, إلي رغبته في تجنيب الهيئة العليا أي فتنة محتملة حول هذا القرار, ولغسل يديه من تهم جاهزة بالديكتاتورية والتسلط. ومن المستبعد أن يؤثر قرار عمومية الوفد في مواقف قوي المعارضة الرئيسية في العملية الانتخابية, فباستثناء حزب الجبهة الديمقراطية الذي صدقت هيئته العليا علي قرار المقاطعة, تكثف جماعة الإخوان وأحزاب الائتلاف الأخري بما فيها الوفد, استعداداتها للانتخابات, وسط شكوك متبادلة في النوايا الحقيقية تجاه مطالب الإصلاح السياسي تعززها سوابق تاريخية مريرة, واتهامات مكتومة بعقد صفقات مع الحزب الوطني. ويعزز من هذا الرأي أن رئيس حزب التجمع رفعت السعيد لا يعتبر ضمانات نزاهة الانتخابات شروطا جازمة لخوضها, فيما تستند قيادات الحزب الناصري علي قرار الهيئة العليا للحزب بالمشاركة. ويضاعف من حجم الشكوك المتبادلة بين قوي المعارضة الرئيسية, هجوم شنه الدكتور عصام العريان عضو مكتب الإرشاد بجماعة الإخوان, علي قوي المعارضة التي تطالب الجماعة بمقاطعة الانتخابات أو اللجوء إلي العصيان المدني, وقال العريان المتحدث الرسمي باسم الجماعة متحدثا ل الأهرام بات واضحا أن أحزاب المعارضة ستخوض الانتخابات, لكنها علي الرغم من ذلك تصر بشكل يثير الدهشة والعجب علي إبعاد الإخوان عن الانتخابات عبر مطالبتها بالمقاطعة, وتساءل لماذا يطلب من الجماعة وحدها المقاطعة, وكأنها هي من تضفي الشرعية علي الانتخابات, مع أن هذا غير صحيح. ودافع العريان عن موقف الجماعة عن المشاركة في الانتخابات, بقوله لم تطرح أي من قوي المعارضة علي الرأي العام مشروعا حقيقيا ومقنعا, لتحقيق الإصلاح السياسي, يصلح أن يكون بديلا من المشاركة في الانتخابات باعتبارها مجالا التحفيز الجماهير وتحضيرها للمشاركة الإيجابية في صناعة التغيير, منتقدا في هذا السياق الدعوة للعصيان المدني بقوله كيف يتأتي هذا العصيان, إذا لم تدع الجماهير للخروج والمشاركة في الانتخابات.