بعد ساعات من وصف لرئيس الأمريكي باراك أوباما اطلاق مبادرته للتوصل إلي اتفاق سلام في الشرق الأوسط في غضون عام بأنها الفرصة التي قد لاتأتي مرة أخري قريبا, بدأت المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في مقر وزارة الخارجية الأمريكية في الساعة العاشرة من صباح أمس بتوقيع واشنطن في حضور هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية وجورج ميتشل المبعوث الأمريكي لعملية السلام ومحمود عباس رئيس السلطة الوطنية الفلسطينية وبنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي, وقد أكد الرئيس الأمريكي, في قمة البيت الأبيض الموسعة امس الأول, ان المهمة المقبلة ستكون صعبة بعد فشل جهود كثيرة في الماضي لكنه قال ان الاحتلال والصراع لم يعد ممكن تحملهما, وكان نيتانياهو قد وصف في كلمته خلال حفل الإفطار الرمضاني في البيت الأبيض أمس الأول, محمود عباس بأنه شريك من اجل السلام وقال ان الأمر متروك لنا للتغلب علي الصراع المؤلم بين شعوبنا والتوصل إلي بداية جديدة لكنه حذر من ان إسرائيل قد تركت لبنان, وحصلت علي الإرهاب غادرت غزة, وحصلنا علي الإرهاب مرة أخري, ونحن نريد ان نضمن ان الأرض لن تتحول إلي جيب ثالثة للإرهاب الذي ترعاه إيران والذي يستهدف قلب إسرائيل, وفي لهجة أكثر تفاؤلا قال نيتانياهو ان مقتل أربعة مستوطنين إسرائيليين علي إيدي مسلحين من حماس الثلاثاء الماضي يعزز من تصميم إسرائيل علي ضمان امنها معتبرا اياه في طليعة ماتريده إسرائيل من المفاوضات المباشرة. كما أشار نيتانياهو في كلمته بالبيت الأبيض إلي ان إسرائيل لن تدع من وصفهم بالإرهابيين يسدون طريق السلام في المنطقة, وانه جاء إلي واشنطن لتحقيق سلام يجلب فائدة دائمة لنا جميعا, وانه لم يأت لابداء اعذار ومبررات أو صنعها وانما يغرض التوصل إلي حلول. من جهته جدد عباس الرغبة في التوصل إلي حل سلمي وقال اننا لانريد ان يستمر سفك الدماء في صفوف الفلسطينيين او بين الإسرائيليين, ونحن نريد السلام, نريد حياة طبيعية, لكن الرئيس الفلسطيني اوضح انه يتعين علي إسرائيل ان تعطي الفلسطينيين دلائل ملموسة عن توجهها لتحقيق السلام, بما في ذلك الافراج عن جميع السجناء الفلسطينيين وتجميد بناء المستوطنات علي أراض الدولة الفلسطينية المرتقبة, وفي لهجة حاسمة قال أوباما ان الإرهابيين الذين يريدون تقويض قوة الدفع نحو السلام لن يسمح لهم باضعاف المفاوضات, وان مناخ عدم الثقة بين الجانبين لم يختف بين عشية وضحاها بعد ان استعصي حل الدولتين في الأجيال السابقة, وهذا امر معقد وصعب للغاية, لكننا نعلم ان الوضع الراهن لايمكن تحمله, وأضاف أوباما ان المصلحة الوطنية لجميع الأطراف المعنية, بما في ذلك الولاياتالمتحدة, في الوصول إلي حل سلمي لكنه حذر من ان الولاياتالمتحدة لاتستطع فرض حل او تقديم علي افعال من صميم عمل الطرفين أنفسهما, ودعا أوباما أيضا الدول العربية إلي دعم هذه العملية قائلا: ان حكومات عربية قالت انها تريد ان تري قيام دولة فلسطينية مستقلة, لكنها لم تفعل شيئا يذكر لدعم ذلك, وهو ماوصفته دوائر أمريكية ان واشنطن تريد تحريك الدول العربية نحو الاعتراف بإسرائيل. وكانت مراسم انطلاق المفاوضات المباشرة قد بدأت أمس الأول في البيت الأبيض بحضور الرئيس حسني مبارك وأوباما ونيتانياهو وعباس بالإضافة إلي العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني. وأكد العاهل الأردني في كلمته ان المهمة ليست سهلة علي الاطلاق, مشيرا إلي ان الصراع بين الفلسطينيين والإسرائيليين قائم منذ عقود, وعاني بسببه الاسرائيليون والفلسطينيون. وشدد ضرورة بذل الجهد لتحقيق نجاح المفاوضات وبلوغ مستقبل أفضل للطرفين, محذرا من ان الفشل سيكون نجاحا للحروب والغضب والمزيد من المعاناة التي سوف تعانيها كل شعوب المنطقة.