تنطلق صباح اليوم المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين في مقر وزارة الخارجية الأمريكية بعد قمة موسعة في البيت الأبيض في الليلة الماضية. بحضور الرئيس حسني مبارك, والعاهل الأردني الملك عبدالله, والرئيس الفلسطيني محمود عباس, ورئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو, في ظل تفاؤل حذر من إدارة الرئيس باراك أوباما بإمكان احراز تقدم في أول جولة للمفاوضات المباشرة منذ عامين. وفي إطار المشاورات المستمرة, التقي الرئيس مبارك بكل من الرئيس الفلسطيني محمود عباس أبومازن, والعاهل الأردني الملك عبدالله, ورئيس وزراء إسرائيل بنيامين نيتانياهو في مقر إقامته قبل اجتماعه بالرئيس أوباما بعد ظهر أمس. وقد شهد البيت الأبيض ووزارة الخارجية الأمريكية نشاطا سياسيا محموما طوال الساعات الثماني والأربعين الماضية, حيث اتسمت أجواء المحادثات الثنائية بالحمية والحذر الشديد من إبداء توقعات بشأن المفاوضات المرتقبة, وعقدت هيلاري كلينتون سلسلة من المحادثات الثنائية طوال أمس الأول للتمهيد لإطلاق المفاوضات المباشرة صباح اليوم. واستهلت كلينتون اللقاءات باجتماعين منفصلين بكل من محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية, ثم في وقت لاحق بوزير الخارجية الأردنية ناصر جودة قبل أن تجتمع بالوزير أحمد أبوالغيط. وفي مساء أمس اجتمعت الوزيرة الأمريكية بتوني بلير ممثل الرباعية الدولية ورئيس الحكومة البريطانية السابق ثم برئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نيتانياهو. وعقد أوباما لقاءات منفصلة أمس مع زعماء الشرق الأوسط الموجودين في واشنطن قبل حفل الإفطار الرمضاني بتوقيت العاصمة الأمريكية. وقالت المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن لقاءات الوزيرة الأمريكية بالوزراء والقادة والتي سبقت لقاءات أوباما بالزعماء المشاركين في إطلاق المفاوضات تهدف بالأساس إلي مساعدة الأطراف المختلفة علي تفهم ما هو مطلوب من المفاوضات المباشرة وأن تتعرف الولاياتالمتحدة علي توقعات القادة العرب والإسرائيليين بشأن جولة المفاوضات التي تنطلق اليوم برعاية من هيلاري كلينتون والمبعوث الأمريكي لعملية السلام جورج ميتشل. وحول إمكان صدور بيان أو إعلان عقب مفاوضات اليوم الأول في الخارجية, قال المتحدث الأمريكي إن الأطراف المختلفة مازالت عاكفة علي العمل علي فحوي القضايا التي ستطرح للنقاش والتي هي جزء من المناقشات المتواصلة, والتي تعود إلي أشهر سابقة, مع الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي في ظل دعم قوي من الدول الأخري في المنطقة وبخاصة الرئيس مبارك والملك عبدالله وهو الدعم الذي تراه الولاياتالمتحدة ضروريا لانجاح هذه المساعي. وأوضح المتحدث أن واشنطن لا تريد فقط مجرد إعادة اطلاق المفاوضات بشكل ناجح اليوم ولكن الوصول إلي تفهم بضرورة التقاء قادة الطرفين بشكل دوري. وأضاف أن الولاياتالمتحدة سوف تلعب الدور نفسه الذي لعبته في الماضي فضلا عن قيامها بدور الشريك الحقيقي في العملية. وقال كراولي إن ما يدور حاليا ينصب في اتجاهين الأول, هو خاص بالشكل من حيث كيفية المضي قدما في التفاوض وما سوف تتكشف عنه هذه الخطوة والأمر الثاني, هو المناقشات الجادة حول القضايا الرئيسية في قلب العملية. وتوقع المتحدث باسم الخارجية الأمريكية الخروج بقيمة حقيقية من جولة اطلاق المفاوضات تتمثل في التقاء قادة الطرفين ببعضهما البعض طوال مسار عملية التفاوض. وقد استبعد المتحدث الأمريكي حضور مندوب أمريكي كل جولات التفاوض المنتظرة بين إسرائيل والفلسطينيين. وحول الموقف من أطراف إقليمية مثل حركة حماس وإيران في تحقيق سلام شامل, قال المتحدث الأمريكي إن واشنطن لديها موقف ثابت يقوم علي أن كل طرف يقبل بمبادئ الرباعية الدولية يمكنه أن يلعب دورا في عملية السلام بالشرق الأوسط. وقال المتحدث إن الولاياتالمتحدة تدرك أن هناك أطرافا في المنطقة ستفعل كل ما تستطيع لإجهاض هذه الخطوات لكنها تعول علي الالتزام الذي قطعه القادة بمواصلة السعي نحو السلام. وأشار إلي أن المطلوب هو إظهار الإرادة السياسية والابتكار الخلاق من أجل تجاوز التعقيدات والتحديات التي تعوق الاتفاق علي حلول للقضايا الرئيسية في الصراع وأن يدرك كل طرف أن له مصلحة في التوصل إلي اتفاق سلام.