هل ما حدث من إسرائيل علي الحدود اللبنانية عمل مخطط ومدروس أم مجرد عملية قطع أشجار لوضع كاميرات مراقبة فقط, كما تدعي إسرائيل؟.. يؤكد مصدر عسكري سابق بقوات اليونيفيل بلبنان ان تاريخ اسرئيل العسكري منذ ظهورها في المنطقة عام1948 يؤكد لأي باحث في السياسة العسكرية ان ما حدث ليس عملا عفويا لمجرد قطع شجرة بدليل مصاحبة قوة عسكرية بلغت أكثر من70 جنديا يرافقهم15 عربة آلية, كما ان قوات اليونيفيل حاولت التدخل لمنعها. وأشار المصدر العسكري إلي ان تسلسل الأحداث يؤكد ذلك, فقد طلبت قوات الجيش اللبناني في تلك المنطقة من القوات الإسرائيلية عدم قطع الشجرة لأنها في الأراضي اللبنانية وأطلقت طلقات تحذيرية فقط, إلا ان رد الفعل الإسرائيلي كعادتها كان عنيفا, حيث قامت الدبابات الإسرائيلية بإطلاق قذائف مباشرة داخل الأراضي اللبنانية علي مركز للجيش اللبناني في العديسة كما قامت طائرات الأباتشي وبعض الطائرات الحربية بالتحليق فوق الأراضي اللبنانية, كل ذلك في مقابل ان قوات الجيش اللبناني لم ترد إلا بالأسلحة الرشاشة وقذائف آر بي جي, وهو ما يؤكد ان إسرائيل كانت تختبر قوة الجيش اللبناني وأيضا استفزاز حزب الله. من ناحية أخري يري الخبير العسكري عبدالمنعم كاطو في قراءته لما حدث, ان هناك ضغوطا تمارس علي إسرائيل لاتخاذ قرارات تاريخية في عملية السلام التي تمر بمرحلة حرجة, منها ظهور الدعم الروسي لسوريا بإقامة قاعدة بحرية روسية في شمال سوريا لوجود أسطول روسي دائم في البحر المتوسط ضد إرادة الولاياتالمتحدة وإسرائيل, بالإضافة الي البرنامج النووي الإيراني الذي تريد إسرائيل التخلص منه علي يد الولاياتالمتحدةالأمريكية. ولهذا تحاول إيجاد مواقف لتوريط الولاياتالمتحدة من خلال استفزاز سوريا وحزب الله, كما ان قضايا التجسس الإسرائيلي علي لبنان والتي اكتشف العديد منها أخيرا, جعل إسرائيل تحاول عقاب لبنان, كذلك محاولة إسرائيل لإفشال النوايا العربية الحسنة في محاولاتها لرأب الصدع في النسيج اللبناني. وفي ضوء هذه الأحداث المفتعلة كما يري الخبير العسكري عبدالمنعم كاطو فإن هناك ثلاثة سيناريوهات محتملة في المستقبل القريب: * السيناريو الأول: ثبات الموقف علي الحدود اللبنانية وقيام إسرائيل بتنفيذ كل ما تريده علي الحدود اللبنانية الإسرائيلية, مع توجيه ضربات نيرانية لحماس وقطاع غزة, وهذا السيناريو هو الأكثر احتمالا, كذلك هو السيناريو الذي يحقق لإسرائيل استمرار تأمين حدودها الشمالية ويرضي الولاياتالمتحدة وفرنسا اللتين تضمنان أمن لبنان, كذلك يضع حزب الله في مأزق نتيجة تصاعد الخلاف بينه وبين الحكومة اللبنانية علي من هو صاحب قرار الحرب والسلام في لبنان, وقد تغذي إسرائيل ذلك من خلال تنفيذ أعمال عدائية محدودة والنتيجة النهائية هي استمرار حالة التوتر في لبنان, وإحداث خسائر في غزة وإحباط نوايا السلام, وإحباط الجهودالعربية. * السيناريو الثاني: استفزاز سوريا لاستثارة إيران وحزب الله وقيامهم بتنفيذ إجراءات تعطي لإسرائيل الحق في تدمير مقتنيات حزب الله من الصواريخ, أو قد يمتد الصراع لتدخل إيراني قد يجبر الولاياتالمتحدة علي التدخل وتوجيه ضربة للمنشآت النووية الإيرانية وهو أمل إسرائيل الدائم, وتعتمد إسرائيل في ذلك علي ان الولاياتالمتحدة خفضت قوتها في العراق, وحققت أمنا معقولا لدول الخليج, وأن هذه الضربة سوف تشعل المنطقة وتمكن إسرائيل من تنفيذ كل أهدافها في السيطرة والأمن, ومن خلال هذه الرؤية فإن هذا السيناريو قد يتأجل تنفيذه بعض الوقت. * السيناريو الثالث: تصعيد إجراءات تنفيذ العمليات الخاصة ضد قيادات مسئولة تدين الصراع ضد إسرائيل, علما بأن الموساد له خبرة طويلة في ذلك, كما ان وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك نفذ العديد من تلك العمليات وسيكون هذا السيناريو هو البديل للسيناريوهات السابقة, ولهذا يجب ان يكون هناك موقف عربي موحد ومتضامن لإحباط نوايا إسرائيل ويعمل علي توجيه النصح لكل من حماس وحزب الله لعدم إشعال الموقف في المنطقة.