حينما اصدرت المحكمة الإدارية العليا بمجلس الدولة حكمها بتاريخ2010/5/29 متضمنا اثبات حق احد المسيحيين الأرثوذكس المطلقين, في الحصول علي تصريح بالزواج مرة ثانية. استنادا لاحكام القانون المسيحي المطبق حتي الآن, والمعروف باسم لائحة1938.. فقد انتشرت شائعة مثيرة مفادها ان الحكم به ظلم وانه يخالف حتي الشريعة الإسلامية التي تقول: إذا اتاكم أهل الذمة فاحكموا بينهم بما يدينون. وأطلت الفتنة برأسها في الداخل, ثم وبسرعة تحرك الخارج, وبات واضحا ان الأمة المصرية غادية علي الخطر, وان نار الفتنة في ساعدها الأيسر انتشر. هالني الموقف, وكأي مصري استشعرت الخطر, وبعيدا عن أي مشاعر شخصية, فقد ارسلت مقالا إلي جريدة الأهرام الغراء, كان الهدف منه ثلاثة أمور محددة: أولا: التأكيد علي ان مجلس الدولة هو حضن للعدالة في مصر, فلا يظلم لديه أحد! ثانيا: الإسهام قدر طاقتي في توضيح الامور, لقطع الطريق علي مروجي الشائعات, وايضاح أن التجمعات الكبري قد تقود إلي مخاطر لاحصر لها. والآن وبعد ان زال الاحتقان فإني أتساءل: ماذا كان يحدث في مصر لو اندس بين هذه التجمعات من اغتنم هذه السانحة! ثالثا: قطع الطريق علي من يسعي للتدخلات الخارجية, التي تتخذ من فكرة حماية المسيحيين في الداخل, ذريعة للتدخل في الشأن المصري الداخلي, بينما الحقيقة الثانية ان القوي الأجنبية تعمل من اجل مصلحتها, وهي لاتحب احدا. ولقد تذكرت ماورد في الاصحاح الثامن لهوشع من يزرع الربح يحصد الزوبعة, وزرع ليس له غلة لايصنع دقيقا,وان صنع فإن الغرباء تبتلعه. وعقب المقال ورد لي وإلي جريدة الأهرام الغراء وإلي رئيس تحريرها صاحب الحس الوطني والمهني رفيع المستوي, العديد من الرسائل, فشكرا لمن مدحني, فالدين الإسلامي الحنيف يأمرنا بالتعجيل في وأد الفتنة. وطوبي لمن عاتبني فربما لم تصله معاني مقالتي, وربما اعتقد ان وراءها امورا غير نبل الهدف. اخواني واحبائي المسيحيين الارثوذكس انقياء القلوب هذه رسالة محبة, اؤكد فيها تمسكي التام بوحدة عنصري الأمة.. اهديها إليكم, وإلي قداسة البابا شنودة الثالث, الذي استطاع ببالغ حكمته وبمشاركة كبار المسئولين في الدولة تدارك الأمر ووقف الفتنة, فكأنما كان بذلك كمن ينفذ كلمات السيد المسيح هلم خارجا وهو التعبير الذي قاله السيد المسيح عندما اقام اليعازر من الموت بإذن الله. والآن وبعد ان هدأت النفوس, فإني أدعوكم إلي قراءة ذات الكلمات بذات الحروب التي اختتمت بها مقالي الأول: اخواني واحبائي المسيحيين الأرثوذكس حماكم الرب وفداكم شعب مصر الواعي العظيم. واليوم فإنني اكرر تحياتي ومحبتي.