دافع أحمد داود أوغلو وزير الخارجية التركي عن اللقاء السري الذي عقده مع وزير الصناعة والتجارة الإسرائيلي بنيامين بين اليعازر, معتبرا أنه خطوة صحيحة علي الطريق علي حد وصفه. وقال أوغلو, في كلمته أمام البرلمان التركي, إنه إذا تطلب الأمرسنعقد المزيد من اللقاءات, وقال إن المقابلة تمت بناء علي طلب إسرائيل, وأن الاجتماع مع بن اليعازر كان بصفته ممثلا لرئيس الحكومة الإسرائيلية برئاسة بنيامين نيتانياهو وليس لكونه وزيرا للصناعة. وقال إن الهدف من عقد اللقاء هو إبلاغ الجانب الإسرائيلي بالمطالب التركية, مؤكدا أننا سنجعل القدس عاصمة لفلسطين. علي جانب آخر انتقدت الأحزاب السياسية المعارضة بشدة اللقاء السري الذي جاء حسب حد قولهم, بناء علي تعليمات الرئيس التركي عبد الله جول, ورئيس الوزراء طيب أردوغان بالتنسيق مع نيتانياهو بشرط أن يبقي اللقاء سريا وعدم نشر مضمونه وأن يتجدد اللقاء في موعد لاحق لم يعلن عنه. وأكد متين أرجون نائب حزب الحركة القومية عن مدينة موجلا أن حكومة العدالة والتنمية تنتهج سياسة خارجية تتعارض مع المصالح الوطنية التركية, ووصف ما حدث بأنه استسلام وإهانة لكرامة البلاد. ولم تقتصر الاحتجاجات علي المعارضة بل جاءت من داخل الحزب الحاكم نفسه, فقد أشار شكري الكداغج نائب حزب العدالة عن مدينة إسطنبول إلي أن سياسة الحكومة الحالية تتسم بالتناقض كما أنها لم تحافظ مكانة تركيا. وفي واشنطن, رحبت الولاياتالمتحدة باستئناف الاتصالات بين إسرائيل وتركيا بعد التوتر الذي نشأ بين البلدين, فقال المتحدث باسم الخارجية الأمريكية فيليب كراولي إن العلاقة بين تركيا وإسرائيل ليست فقط لمصلحة المنطقة, بل هي أيضا إيجابية من أجل مصالحنا, علي حد قوله. ومن جانبه, وصف ديفيد حاخام مستشار وزير الدفاع الإسرائيلي إيهود باراك اللقاء السري بين وزير الصناعة والتجارة ووزير الخارجية التركي بأنه يأتي في إطار تحسين العلاقات بين الجانبين. وقال حاخام إنه لا يوجد أي شك بأن إسرائيل حريصة علي تحسين علاقاتها مع تركيا وترغب في عودة الأمور إلي مجراها الطبيعي. وأضاف أن تل أبيب لا ترغب في أن تتأثر علاقاتها مع أنقرة بشكل سلبي, موضحا أن من شأن هذه اللقاءات توضيح الرؤي المختلفة بين الجانبين. ذكرت صحيفة هاآرتس الإسرائيلية أن البيت الأبيض هو الذي دفع ونسق من أجل عقد اجتماع بنيامين بن أليعازر وأحمد داود أوغلو. وعلي صعيد متصل, ذكرت صحيفة حرييت الإسرائيلية أن إسرائيل أبلغت تركيا بأنها قد تعتذر رسميا عن الهجوم علي قافلة الحرية, وقد تدفع تعويضات لعائلات بعض الضحايا.