الوحدات الصحية بقري غرب بورسعيد يفترض فيها أنها الملاذ الأخير لسكان هذه المناطق التي تفتقر لوجود مستشفيات عامة أو خدمات صحية علي مستوي يماثل المدينة. ولكن من سوء حظ سكان هذه المناطق أن الوحدات الصحية بها لا تمتلك مقومات العمل الصحي كما ينبغي وبها العديد من المخالفات والسلبيات التي كشفت عنها زيارة لجنة الشئون الصحية بالمجلس الشعبي المحلي برئاسة الدكتور شريف أبو جندي. في البداية رصدت اللجنة من المظهر الخارجي ما يحيط بالوحدات من الكم الهائل من القمامة والقاذورات والصرف الصحي وملوثات البيئة, كما كشفت الزيارة, عن أن هذه الوحدات لا يوجد بها سوي طبيب واحد فقط من المفترض أن يقوم بالكشف علي المرضي في كل التخصصات, فلا يوجد طبيب أسنان أو صيدلي والمفترض حسب لوائح تنظيم العمل بهذه الوحدات ان يوجد بها أكثر من طبيب طوال ال24 ساعة, وفي الغالب اذا وجد طبيب فإنه لا يمتد في ساعات العمل بهذه الوحدات أكثر من الساعة الثالثة أو الرابعة بعد الظهر فقط, كما تفتقر هذه الوحدات الي الأمن لحماية الممتلكات والأدوات بداخلها. الغريب أن اللجنة اكتشفت أنه لا يوجد أي رعاية لنساء سكان هذه القرية فلا يوجد طبيب لأمراض النساء والولادة ولا الحملات الخاصة بتنظيم الأسرة حيث إنها تنظم علي فترات متباعدة, والأكثر من هذا أن اللجنة اكتشفت أيضا أن أجهزة التعقيم بهذه الوحدات معطلة بالإضافة الي أجهزة تحليل السكر والكمبيوتر. والأخطر من ذلك أنه لا يوجد بها مياه صالحة للشرب والأجهزة التي تعمل يعاد استخدامها بشكل بدائي بعد غسلها بالماء وهذا مخالف كما رأت اللجنة للأعراف الطبية وطرق مكافحة العدوي, وكذلك لا يوجد طبيب لعلاج الأسنان, فغرف الأسنان حالتها كلها سلبية وليس بها أجهزة ولا مؤهلة لاستقبال المرضي لعلاج الأسنان. وأبدت اللجنة دهشتها لسوء حالة دورات المياه التي تتسم بالقذارة الكبيرة كذلك المعامل ينقصها الكثير من الأجهزة وفي نهاية الزيارة أبدت اللجنة أسفها الكبير الي ما آلت اليه هذه الوحدات ولكن هل الاسف وحده يكفي؟.