عندما قامت ثورة يناير, شابتها بعض مظاهر البلطجة كحرق الأقسام والمحاكم ونهب المحال, والسرقة بالإكراه, ولم تقابل هذه الظاهرة يد قوية لتقضي عليها في مهدها, من المجلس العسكري , الحاكم في ذلك الوقت. وبعد انتخاب رئيس الجمهورية, مازالت السلطات تتعامل مع مظاهر البلطجة بنوع من الطبطبة والحنية الزائدة والمفسدة. وها هي مصر تشهد أكبر موجة من العنف والبلطجية في كل ربوعها, ممن يحاولون إقتحام وزارة الداخلية طوال10 ايام, واطلاق المولوتوف والنيران علي وزارة التموين ومحاولة اقتحام مبني ماسبيرو ومقار الاحزاب ومديريات الامن وأقسام الشرطة ومباني المحافظات والمحاكم وفنادق نصف البلد, وقطع الطرق والسكك الحديدية والمترو والكباري. ولم يقتصر الأمر علي القاهرة بل انتقلت العدوي للعديد من المحافظات. وأخيرا حاول المتظاهرون تسلق سور قصر الاتحادية والقوا زجاجات المولوتوف علي قوات الحرس المكلفة بتأمينه, مما أدي لاشتعال النار بحديقته. وظهر لنا أخيرا منظمة البلاك بلوك, ذات السلوك العنيف, والفكر الفوضوي, التي حاولت إحراق مبني تابع للمجمع العلمي, ومجلس الشوري. وعدم مواجهة جماعات العنف المنظمة هذه في مهدها, سيؤدي لظهور جماعات عنف مضادة, وبالفعل ظهرت دعوة لتكوين جماعة وايت بلوك للتصدي لبلاك بلوك, وربما يظهر لنا جماعات جديدة تحمل أسماء رد بلوك وبلو بلوك وجرين بلوك, لنعيد إنتاج ظاهرة القمصان السوداء والخضراء التي كانت منتشرة في مصر قبل ثورة يوليو, عندما كان البعض يتخذ من الاغتيال وسيلة للحوار, ولنغرق في العنف والفوضي أكثر مما نحن فيه الآن. لابد من الردع, وأن تستعيد الدولة هيبتها وتطبق القانون بكل حزم وقوة, بمحاكمة من يشجع أو يقتحم أو يخرب. ولابد أن تستعيد الشرطة قوتها وأن تتعامل بكل حسم ضد تخريب المنشآت العامة أو الخاصة. وإذا كان المثل يقول: المال السايب يعلم السرقة, فإن: الطبطبة تعلم البلطجة. المزيد من أعمدة جمال نافع