تستعد منطقة الشرق الأوسط لاستقبال وزير الخارجية الأمريكي الجديد جون كيري, ويثير الوزير الجديد كالعادة الآمال في المنطقة بحل الملفات الساخنة, أو علي الأقل عكس عقارب الساعة باتجاه الحل. وفي مقدمة القضايا الساخنة: الأزمة السورية وملف ايران النووي والقضية الفلسطينية بالاضافة الي كيفية التعامل مع أزمات الربيع العربي, والانظمة الجديدة. وفيما يبدو فإن الرهان يكتسب قدرا من المصداقية بالنظر الي الخبرة الطويلة لجون كيري في التعامل مع المنطقة, فقد عمل لسنوات كرئيس للجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ, وهو من أكثر المترددين علي دول الشرق الأوسط, وقريب من الملفات الساخنة, وقريب للغاية من الرئيس الأمريكي باراك أوباما. إلا انه في المقابل فإن قضايا الشرق الأوسط هي دوما قضايا معقدة, وأهم ما يعقدها هو عدم قدرة واشنطن ليس فقط علي أن تكون وسيطا نزيها بل أحيانا لا تري مصالحها أولا بل تري مصالح إسرائيل!. ويبقي أن الكثيرين في المنطقة بل وحتي داخل الولاياتالمتحدة يأملون في أن تتمكن واشنطن من إيقاف الأجندة المتطرفة لحكومة نيتانياهو, فالرجل لم يكتف بتخريب عملية السلام بل يصر علي إشعال الحريق الكبير بشن هجوم ضد إيران, وتوريط واشنطن والدول العربية في مستنقع حرب شاملة لن يسلم منها أحد حتي واشنطن. فهل يستطيع كيري أن يقي المنطقة من خطوة إسرائيلية مجنونة.