الجمهورية الثالثة.. قدر لمستقبل بني علي اغتيال الرمز والقيمة والقدوة الفاعلة لإرادة الشعب في محيط الجمهورية الأولي والثانية بتاريخهما المشبع بالحنكة والسياسة, والمؤمن بالوطن وقومية مصر العربية. يوم التكريم لمن أسهموا في حرب أكتوبر المجيدة كان مبارك قائدا للقوات الجوية, وكان حلمه أن يعين سفيرا لمصر..حلم لم يتحقق بل تجاوزه الواقع بقرار السادات بتعيينه نائبا لرئيس الجمهورية متخطيا القادة الأكبر سنا ووعيا إداريا وسياسيا.. وكان عمره47 عاما وأقل طموحا, وكان ذلك يمثل فرصة لتدريبه وضمان ولائه, فكان موظفا بدرجة نائب رئيس جمهورية ويمكن بإمكاناته المتواضعة في مفاهيم السياسة وتفاعلاتها الداخلية والإقليمية والعالمية أن يتم تدريبه, كما كان الرجل يخشي رجال السادات الفاعلين علي المشهد والممسكين بأمور البلاد ليكون القدر هو الأقوي ويمنحه الحظ علوا تلو الآخر ويأتي اليوم الموعود بإرادة الله يوم استشهاد رجل من رجال الضباط الأحرار في14 أكتوبر1981 ليصبح مبارك رئيسا لجمهورية مصر العربية وقائدا أعلي للقوات المسلحة والشرطة والقضاء ورئيسا للحزب الوطني لقد امضي الرجل أطول فترة حكم بين ملوك ورؤساء مصر منذ عهد محمد علي حتي الآن, وأعيد انتخابه لخمس فترات رئاسية متتالية مما أدي إلي إثارة دعوات كثيرة من القوي الوطنية مطالبة بتعديل المادة76 من الدستور ليقنن شغل منصب رئيس الجمهورية بالانتخاب المباشر لأول مرة في مصر ويسمح بتعدد المرشحين المتقدمين لشغل هذا المنصب بدلا من نظام الاستفتاء وليصبح التشريع واقعا بموافقة مجلس الشعب في فبراير2005..2011 قدم مبارك لمحاكمة علنية بتهمة قتل المتظاهرين بعد أن أجبر علي الاعتزال تحت ضغط ثورة الشعب في25 يناير كأول رئيس عربي سابق تتم محاكمته إمام محكمة مدنية في3 أغسطس2011 ويصدر القضاء حكما بالسجن المؤبد يوم2 يونيو2012 التاريخ.. وقد قضي علي الرجل القدوة والرمز والقيمة!! ( للحديث بقية). [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم