اغتيال السادات.. كان اغتيالا للماضي والحاضر لأمة بوقائع تاريخية مشكوك في حقائقها السياسية والدينية والاقتصادية بالتبرير والتلويث المتعمد لشخصية حازت تاريخا حافلا بالنضال لإعدام القيمة التي تتمثل فيه لإضعاف ثقة الأمة في نفسها وحاضرها ومستقبلها وتاريخها. أمة تخشي حكامها وزعامتها ورموزها وعلماءها وتفقد الثقة في مؤسساتها وجيوشها وقضائها أمة لا تري في شبابها إلا الانفلات والفوضي, أمة لا تري في رجالها وشيوخها إلا فلولا للتخلف والتحزب الهش والتمحور علي ذاته وغير المتفتح علي معايير الحداثة والتقدم, ولا تري في المرأة إلا الأم والزوجة والابنة وأختا في محيط البيت المستور بعفة النقاب والانغلاق.. أمة لا تري في دينها إلا التعصب والتمييز والقهر بعيدا عن الاعتدال القائم علي إعمال العقل وثقافة موروث الكتب الصفراء المكتظة بجهالة الفتوي والانحراف بالشريعة عن صحيح القول والتفسير والمعتقد. أمة عاشت في تجانس بين ألوان مجتمعها وطوائفها بلا اضطهاد ولا قبلية.. أمة تواجه إرغامها بقبول التعايش مع عدم الانضباط والفوضي بخارطة طريق ورسمت لها بشكل منهجي عبر فترات طويلة من الزمن, ليجد البعض فيها منهجا( مدركين أو غافلين). وقد رحل جمال عبد الناصر وأصبح في ذمة الله سبحانه وتعالي شهيدا متفانيا من أجل القومية العربية الحاضنة لمصر وشعبها, كما رحل محمد أنور السادات وأصبح كذلك في ذمة الله سبحانه وتعالي شهيدا للكرامة المصرية وبطلا للحرب والسلام.. لكن هناك إصرار علي إعادة اغتيال التاريخ بعد أن رحلا عن واقع دنيانا الآن ليكون الهدف من الاغتيال ليس الجسد والروح بل الهدف الأكبر هو اغتيال القيمة والرمز والقدوة الفاعلة في محيط وطن والوطنية وليس للقدر الماضي فقط, ولكن غدرا لزعزعة الثقة بالمستقبل.. مستقبل أمة فهل سيظل الجاني الغادر مجهولا أم نتجاهله؟!! ( للحديث بقية) [email protected] المزيد من أعمدة عبدالفتاح إبراهيم