ثلاثون عاما مرت في لحظة! منذ تخرجي في كلية الصيدلة جامعة الإسكندرية.. ثلاثون عاما مرت علي استخراجي رخصة القيادة وممارستها.. ثلاثون عاما مرت علي اقتنائي سيارة خاصة وقيادتها.. ثلاثون عاما مرت علي زواجي وارتباطي بأسرة سكندرية جميلة جمع بيننا الله بالمودة والرحمة وجعل بيننا نسبا وصهرا, ثلاثون عاما مرت علي استخدامي الطريق الزراعي بمعدل مرتين أسبوعيا علي أقل تقدير. ثلاثون عاما وأنا بطل لفيلم الإسكندرية رايح جاي! ثلاثون عاما ولم يتوقف الاصلاح لهذا الطريق الزراعي المسكين والمستكين لعمليات التوسيع والترقيع والتلميع وبناء الحواجز ثم هدمها وبناء غيرها مرة أخري ثم هدمها مرة رابعة وهلم جرا! ثلاثون عاما ومعدات الاصلاح منتشرة علي جانبي الطريق ومواد خام ومبالغ وهمية دون رقيب ولاحسيب, والطريق مستواه في انحدار متواصل والحوادث الأليمة عليه في زيادة مطردة, والدماء والجثث لأهالينا وأحبائنا علي جانبيه. ثلاثون عاما لم ار مهندسا ولا رجل مرور عند الاختناقات في هذا الطريق الزراعي الذي ازداد في زحامه واختناقاته عن ميدان شبرا وشارع الهرم أو فيصل في اوقات الذروة. .. ثلاثون عاما وانا اتساءل: من المسئول عن هذا الطريق ومن يتبع؟! والظن كل الظن ان هذا الطريق قيادته ورعايته ليست علي مستوي الكرة الأرضية وإنما في السماء؟! د. محمد نصر المسيري