للمرة الثانية إنتهي مساء أمس الأول الاجتماع الذي عقده بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي علي مدي3 ساعات في القدس مع جورج ميتشل المبعوث الأمريكي. ووصف عدد من مساعدي نيتانياهو الاجتماع بالجيد, علما بأن الجانبين سيعودان إلي الاجتماع اليوم بعد عودة ميتشل من رام الله.وفي ظل التشاؤم الكبير الذي يسود الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني من امكانية نجاح المفاوضات غير المباشرة التي يقودها جورج ميتشل وجولاته المكوكية التي بدأت قبل يومين بلقاءات المسئولين الإسرائيليين حيث التقي مع الرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز وأفيجدور ليبرمان وزير الخارجية ويلتقي ميتشل لاحقا مع تسيبي ليفني زعيمة المعارضة التي تقود حزب كاديما الوسطي. وذكر راديو( صوت إسرائيل) أن ميتشل اجتمع في وقت سابق من يوم أمس بالرئيس الإسرائيلي شيمون بيريز, حيث بحثا شتي الجوانب المتعلقة بالمحادثات التفاوضية غير المباشرة بين إسرائيل والجانب الفلسطيني. و شدد بيريز علي أهمية المسائل الامنية في أي اتفاق سلام مع الفلسطينيين خلال لقاء الجمعة مع الموفد الأمريكي جورج ميتشل وذلك في بيان للرئاسة. وجاء في البيان أن بيريز قال لميتشل ان تسوية المسائل الامنية لها اهمية خاصة لان انسحاب القوات الإسرائيلية من قطاع غزة( في2005) اعقبه اطلاق الاف الصواريخ علي إسرائيل. وأكد بيريز ان إسرائيل تطمح الي توافق تاريخي مع الفسلطينيين يرتكز إلي قيام دولة فلسطينية الي جانب إسرائيل. وبعد ذلك توجه ميتشل الي رام الله( الضفة الغربية) للقاء الرئيس الفلسطيني محمود عباس,و قال أبو ردينة في تصريحات قبيل بدء الاجتماع ان ميتشل لن يحصل علي اجابات من القيادة الفلسطينية خلال لقائه الرئيس أبو مازن في رام الله. واضاف أبو ردينة أن موقفنا من هذه المفاوضات متوقف علي اجتماع اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير اليوم وبعدها سوف يكون لدينا جواب علي المقترحات التي سيعرضها ميتشل حيث يلتقي الرئيس عباس من جديد مساء اليوم أو صباح غد. وكشف أبو ردينة أن ميتشل نقل رسالة خطية من الرئيس الأمريكي إلي الرئيس أبو مازن تعهد فيها بالتزامه بقيام دولة فلسطينية وتعهد أمريكي باتخاذ إجراءات ضد أي طرف يقوم بأية استفزازات. ونقلت القناة العاشرة في التليفزيون الإسرائيلي عن مصادر سياسية إسرائيلية مسئولة تشكيكها في فرص نجاح المفاوضات غير المباشرة المزمع إطلاقها, وقال موشيه يعالون النائب الأول لرئيس الوزراء إن إسرائيل لن تخوض المفاوضات مع الفلسطينيين بناء علي شروط مسبقة, مؤكدا أن الموقف الإسرائيلي إزاء الولاياتالمتحدة والجيران العرب يرتكز علي حقها الكامل في جميع أنحاء إسرائيل رافضا اعتبار المستوطنين عقبة في وجه الجهود السلمية. كما توقع النائب الأول لرئيس الوزراء الإسرائيلي سلفان شالوم ان تصل المفاوضات الإسرائيلية الفلسطينية غير المباشرة الي طريق مسدود معتبرا ان أي زعيم فلسطيني لن يقبل باقل مما كان رئيس السلطة الفلسطينية السابق ياسر عرفات قد رفضه في كامب ديفيد قبل عشر سنوات وان أي رئيس وزراء يهودي لن يقترح أكثر مما كان مقترحا في كامب ديفيد. وفي الوقت نفسه اعرب شالوم في مقابلة نشرتها صحيفة جروزاليم بوست أمس عن تأييده لإجراء المفاوضات غير المباشرة اذ انها قد تتمخض عن تفاهم أكبر بين الجانبين. وعلي صعيد آخر, قال البريجادير جنرال دورون جفيش قائد قوات الدفاع الجوي في سلاح الجو الإسرائيلي إن المنظومات المضادة للصواريخ التي تملكها إسرائيل حاليا عاجزة عن توفير حماية مئة بالمئة بوجه صواريخ أرض أرض وقذائف صاروخية. ونقلت الإذاعة الإسرائيلية عن جفيش قوله, في المؤتمر الدولي الأول المنعقد في اسرائيل حول موضوع الدفاع المضاد للصواريخ, إن سبب هذا العجز يرجع إلي عدة أسباب منها نشر هذا النوع من الأسلحة بشكل كثيف في دول معادية ومنظمات إرهابية. وذكرت الإذاعة أن الاجتماع جاء وسط تقارير استخبارية عن تزود حزب الله في لبنان بقذائف صاروخية دقيقة الاصابة من طراز إم 600 وصواريخ أرض أرض يمكنها حمل رءوس حربية كبيرة الوزن. وكانت مصادر أمنية إسرائيلية أوضحت أمس أن هذه القذائف الصاروخية تقلق إسرائيل أكثر من صواريخ سكود القديمة, حيث يدور الحديث عن قذائف صاروخية تصنع في سوريا في خطوط انتاج نمطية ويبلغ مداها نحو300 كيلومتر وبمقدورها حمل رءوس حربية تزن أقصاها نصف طن, بما في ذلك رؤوس غير تقليدية. ويتسني إطلاقها في غضون فترة وجيزة بفضل تشغيلها بالوقود الصلب( الجاف). وأضافت المصادر أن هذه القذائف الصاروخية تتميز بقدرة الإصابة الدقيقة للأهداف مقارنة بسائر الوسائل القتالية في ترسانة حزب الله. والانطباع لدي الدوائر الأمنية المختصة في إسرائيل هو أن هذه القذائف الصاروخية تصنع في سوريا علي أساس نفس التكنولوجيا التي استخدمت في انتاج الصاروخ( فاتح110) البعيد المدي الذي تم تطويره في إيران.