المستشفي المصري في غزة.. سفارة انسانية بلا دبلوماسيين.. سفراؤها من الاطباء والجراحين وطواقم التمريض وكل الاجهزة المعاونة .. الهدف هو تقديم الخدمات الطبية والعلاجية في رسالة مصرية واضحة تقول للفلسطينيين نحن معكم في السراء والضراء نقدم لكم المساعدة والعون وتلبية الاحتياجات التي تمثل واجبا وطنيا وأخلاقيا لشعب يعاني من القهر والحصار البغيض والقتل والتدمير علي أيدي عدو لايعرف الرحمة ولا الانسانية. البداية كانت في الزيارة التي قام بها الوفد المصري منذ أيام إلي قطاع غزة وضم عددا من المتخصصين والمهندسين والفنيين في جميع المجالات وعلي رأسهم الدكتور أحمد صديق وكيل وزارة الصحة حيث تمت المعاينة لمبني المستشفي المصري لتحديد التجهيزات الهندسية والخدمية إلي جانب الاجهزة الخاصة بغرف العمليات والطوارئ في التخصصات التي تحتل الاولوية القصوي لدي الجانب الفلسطيني خاصة التي يعانون وجود نقص فيها. وبالفعل قام اعضاء الوفد بالمشاركة مع اشقائهم من الفلسطينيين بتفقد كل اقسام وأدوار المستشفي في جولة استمرت لاكثر من ساعتين لوضع تصور شامل فيما يتعلق بتحديد الاحتياجات وفقا للامكانات المتاحة. وبعد الانتهاء من وضع الملاحظات وتحديد ما هو مطلوب من الجانب المصري تم عقد اجتماع مطول جميع بين الوفد ونخبة كبيرة من الاطباء والمتخصصين في الجانب الفلسطيني برئاسة وزير الصحة في السلطة الفلسطينية وبعد مناقشات موسعة تم الاتفاق علي عشرة تخصصات طبقا للاحتياجات العاجلة هي جراحات المناظير خاصة في مجالات الجهاز الهضمي والمسالك البولية وأمراض النساء, بالاضافة إلي جراحات الاطفال والاوعية الدموية والعظام خاصة أن الاعتداءات الاسرائيلية الوحشية علي الابرياء غالبا ما تخلف وراءها العشرات من المصابين بكسور في العظام والتي قد تؤدي إلي عاهات مستديمة في حالة عدم توفير العلاج السريع في الوقت المناسب وبالكفاءة المطلوبة. شملت الاحتياجات أيضا عيادات خارجية لاستقبال المرضي وأجهزة كشف الاشعة والتشخيص لأمراض والقلب والغدة الدرقية خاصة اذا علمنا ان كل من يحتاج إلي هذه الفحوص الطبية يأتي إلي مصر لإجرائها وهو ما يمثل مشقة كبيرة لهؤلاء المرضي. إلي جانب ذلك أيضا تبين أن القطاع الصحي في غزة بحاجة إلي زيادة عدد الأسرة خاصة في غرف العناية المركزة. وقد نقل الدكتور أحمد صديق هذه المطالب إلي وزير الصحة في مصر ويجري حاليا تجهيز هذه الاحتياجات والتجهيزات تمهيدا لإرسالها إلي المستشفي المصري لبدء عمليات التجهيز واطلاق الخدمة العلاجية والطبية. المستشفي المصري كان محل ترحيب كبير فقد قال عنه الدكتور مفيد المخللاتي وزير الصحة في الحكومة الفلسطينية في غزة إنه سوف يستطيع علاج الحالات المستعصية التي لايمكن علاجها في المستشفيات الموجودة حاليا في غزة وسيخفف من متاعب علاج الفلسطينيين بالخارج وأضاف أن هناك عددا كبيرا من المرضي الفلسطينيين يتم نقلهم إلي مصر للعلاج لذلك فإن علاجهم بالمستشفي الميداني سيساهم إلي حد كبير في تخفيف معاناة السفر وتوفير الوقت الذي يؤدي إلي توفير الرعاية الطبية العاجلة التي تعطيهم الفرصة الكبيرة في الشفاء. وقال المخللاتي ان عددا من المصابين والمرضي يتم نقلهم للعلاج بالمستشفيات الاسرائيلية مما يعرضهم للابتزاز خاصة من الشباب وهو ما يعني ان علاج هؤلاء بالمستشفي المصري الميداني في غزة سيؤدي إلي حمايتهم من مكر الاحتلال الذي يستغل الاحتياج المادي لهؤلاء الشباب وهناك عشرات الحالات التي تثبت هذا الابتزاز. وأشار الوزير الفلسطيني إلي أن المستشفي المصري سيسهم أيضا في تدريب الاطباء الفلسطينيين وتوفير الكوادر الطبية المؤهلة ورفع كفاءتها للتعامل مع جميع الحالات خاصة في الطوارئ وعلاج الجرحي والحروق والاعاقات التي تزداد بسبب الحروب والاعتداءات الاسرائيلية. وأكد أن اقامة هذا الصرح الطبي ليس غريبا ولابعيدا عن الدور المصري العظيم الذي تقوم به مصر علي مدي التاريخ لمساعدة الفلسطينيين علي كل المستويات. من جانبه قال الدكتور أحمد صديق ان مهمتنا هي استكمال عمليات الانشاء والتجهيز للمستشفي الميداني المصري دعما للجانب الفلسطيني في المجال الطبي والصحي لتخفيف المعاناة عنهم, مؤكدا أن هناك تعليمات واضحة من وزير الصحة المصري الدكتور محمد مصطفي حامد بتقديم كل انواع المساعدة اللازمة للاخوة الفلسطينيين. الترحيب بالمستشفي المصري لم يكن فقط من المسئولين علي قطاع الخدمات الصحية, بل من السلطة السياسية أيضا وتمثل ذلك في حرص الدكتور اسماعيل هنية رئيس الحكومة ان يلتقي الوفد المصري ويؤكد ان الدور المصري العظيم ليس غريبا علي الفلسطينيين سواء بالنسبة للمساعدات الانسانية أو علي المستوي السياسي. وقال خلال اللقاء الذي تم في منزله المتواضع بعد ان قام الاجرام الاسرائيلي بقصف مقر الحكومة وتدميره. ان مصر بعد ثورة25 يناير عادت بقوة إلي ممارسة دورها الاقليمي ويكفي الاشارة هنا إلي الدور المصري في حرب الايام الثمانية التي تعرض لها القطاع خلال نوفمبر الماضي عندما وقفت القيادة السياسية إلي جانب الشعب الفلسطيني وتمكنت بثقلها السياسي واتصالاتها مع قادة العالم في وقف هذا العدوان الغاشم وتحقيق اتفاق برعاية مصرية للتهدئة حقق العديد من المكاسب السياسية للفلسطينيين. المشاعر الفلسطينية المتدفقة من جانب كل فلسطيني تجاه مصر لاتتوقف وتشعر بها كلما ألتقيت مسئولا صغيرا أو كبيرا وحتي مواطنا بسيطا, وتشعر معها انهم بالفعل جزء من النسيج المصري وان فصلتهم الحدود والحصار.