حالة الاستقطاب والانقسام الحاد في مصر التي أسفرت عن فريقين'' مع الاخوان'' و''ضد الإخوان'' حالة ضارة تتعدد آثارها السلبية الي درجة يصعب حصرها. وبعيدا عمن من هو المسئول إذ إن ذلك ليس مهما الآن, المهم هو أن الجميع مسئول عن مغادرة هذه الحالة بصورة فورية وعاجلة.. إن لم يكن من أجل أحزابهم وحركاتهم وتياراتهم التي سيستهلكونها في الصراع والهدم المتبادل فمن أجل مصر ومستقبلها الواعد وحياتها الكريمة التي جعلتها ثورة يناير علي موعد مع انطلاقة كبري في ظل قوة ناعمة عابرة للقارات جلبتها لها الثورة ونفوذ عالمي وسمعة دولية محترمة, وستبلغ مصر شأنها العظيم في ظرف قصير ووقت استثنائي, ان لم تنل منها الانقسامات والاستقطابات الحادة. الانقسامات الحادة تحرم الشعوب بركات التعدد وتمنع عنها ثراء التنوع, وفي ظل الاستقطاب والانقسام كثيرا ما نضحي بالقبول والتعايش مقابل شيوع الرغبة في الإقصاء والإلغاء, وتعد الكراهية المتبادلة هي من تحشد الفريقين في جبهات وصفوف متقابلة وجاهزة للهدم والهدم المضاد, فتوظف طاقات المجتمع وتحتشد الجهود وراء الرغبة في الانتقام والثأر, وحتي يتم مغادرة هذا الجنون إلي فضاء القبول والشراكة والتنوع ستكون وحدها المشاريع الصغيرة ومادون الوطنية هي صاحبة الصوت الأعلي والحظ الأوفر من الحضور! أثق أن روح ثورة يناير العظيمة سوف تطوي حالة الاستقطاب الحادة في مصر مع إعلان نتيجة الاستفتاء علي الدستور, أثق أيضا.. أنه مهما تكن النتيجة فستبدأ معها مرحلة من النضال المجتمعي المتنوع والمتعدد للبناء في جميع المستويات والميادين العامة والأهلية والسياسية تتشارك حينا وتتباين أحايين, وتتوافق في شيء وتتغاير في أشياء.. في ظل دولة ضامنة تفسح الطريق لانطلاق الإبداعات والطاقات الفردية والجماعية في محصلة إيجابية من شأنها أن تحلق بمصر الي آماد لا نستطيع أن نتنبأ بمداها.