قالت الكاتبة الصحفية اليمنية توكل كرمان، الحائزة علي جائزة نوبل في السلام خلال العام الماضي ورئيس منظمة صحفيات بلا قيود أن حالة الاستقطاب والانقسام الحاد في مصر والتي أسفرت عن فريقين، إحداهما مع الاخوان والأخر ضدهم، حالة ضارة تتعدد آثارها السلبية إلى درجة يصعب حصرها وبعيداً عمن هو المسئول إذ أن ذلك ليس مهم الآن، المهم هو أن الجميع مسئول عن مغادرة هذه الحالة بصورة فورية وعاجلة، إن لم يكن من أجل أحزابهم وحركاتهم وتياراتهم التي سيستهلكونها في الصراع والهدم المتبادل، فمن أجل مصر ومستقبلها الواعد وحياتها الكريمة التي جعلتها ثورة يناير على موعد مع انطلاقة كبرى في ظل قوة ناعمة عابرة للقارات جلبتها لها الثورة ونفوذ عالمي وسمعة دولية محترمة، وستبلغ مصر شأنها العظيم في ظرف قصير ووقت استثنائي، ان لم تنل منها الانقسامات والاستقطابات الحادة. ووصفت "كرمان" في كلمتها علي الصفحة الرئيسية لها عبر موقع التواصل الاجتماعي "الفيس بوك" الانقسامات الحادة بالمجتمعات تحرم الشعوب بركات التعدد وتمنع عنها ثراء التنوع، وفي ظل الاستقطاب والانقسام كثيرا ما نضحي بالقبول والتعايش مقابل شيوع الرغبة في الاقصاء والإلغاء، وتصير الكراهية المتبادلة هي من تحشد الفريقين في جبهات وصفوف متقابلة وجاهزة للهدم والهدم المضاد، فتوظف طاقات المجتمع وتحتشد الجهود وراء الرغبة في الانتقام والثأر، وحتى يتم مغادرة هذا الجنون إلى فضاء القبول والشراكة والتنوع ستكون وحدها المشاريع الصغيرة وما دون الوطنية هي صاحبة الصوت الأعلى والحظ الأوفر من الحضور. وأعلنت الحائزة علي جائزة نوبل في السلام العام الماضي عن بالغ ثقتها في أن روح ثورة يناير العظيمة سوف تطوي حالة الاستقطاب الحادة في مصر مع إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور، ومهما كانت النتيجة فستبدأ معها مرحلة من النضال المجتمعي المتنوع والمتعدد للبناء علي كافة المستويات والميادين العامة والأهلية والسياسية والاعلامية والاقتصادية والاجتماعية، الجميع يطرح مشاريعه التي تتشارك حيناً وتتباين في أحيان كثيرة، وتتوافق في شيء وتتغاير في أشياء، في ظل دولة ضامنة تفسح الطريق لانطلاق الإبداعات والطاقات الفردية والجماعية في محصلة ايجابية من شأنها أن تحلق بمصر الى آماد لا نستطيع أن نتنبأ بمداها في يوم من الأيام .