سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
توكل كرمان تكتب لمصر: "الثورة شراكة وقبول.. لا انقسام وصراع".. الحائزة على نوبل تحمل جميع المصريين مسئولية انقسام الشارع.. وتؤكد: الانقسامات الحادة تحرم الشعوب بركات التعدد وتمنع عنها ثراء التنوع
كتبت الناشطة اليمنية والحائزة على جائزة نوبل للسلام لعام 2011، توكل كرمان، فى مقال لها بعنوان "الثورة شراكة وقبول.. لا انقسام وصراع"- حصل اليوم السابع على نسخة منه- قائلة: "إن حالة الاستقطاب والانقسام الحاد فى مصر والتى أسفرت عن فريقين "مع الإخوان "و"ضد الإخوان"، حالة ضارة تتعدد آثارها السلبية إلى درجة يصعب حصرها، وبعيداً عن من هو المسئول إذ إن ذلك ليس مهما الآن، المهم هو أن الجميع مسئولون عن مغادرة هذه الحالة بصورة فورية وعاجلة.. إن لم يكن من أجل أحزابهم وحركاتهم وتياراتهم التى سيستهلكونها فى الصراع والهدم المتبادل، فمن أجل مصر ومستقبلها الواعد وحياتها الكريمة التى جعلتها ثورة يناير على موعد مع انطلاقة كبرى فى ظل قوة ناعمة عابرة للقارات جلبتها لها الثورة ونفوذ عالمى وسمعة دولية محترمة، وستبلغ مصر شأنها العظيم فى ظرف قصير ووقت استثنائى، إن لم تنل منها الانقسامات والاستقطابات الحادة". وأضافت كرمان، "الانقسامات الحادة تحرم الشعوب بركات التعدد وتمنع عنها ثراء التنوع، وفى ظل الاستقطاب والانقسام كثيرا ما نضحى بالقبول والتعايش مقابل شيوع الرغبة فى الإقصاء والإلغاء، وتعدُ الكراهية المتبادلة هى من تحشد الفريقين فى جبهات وصفوف متقابلة وجاهزة للهدم والهدم المضاد، فتوظف طاقات المجتمع وتحتشد الجهود وراء الرغبة فى الانتقام والثأر، وحتى يتم مغادرة هذا الجنون إلى فضاء القبول والشراكة والتنوع ستكون وحدها المشاريع الصغيرة، وما دون الوطنية هى صاحبة الصوت الأعلى والحظ الأوفر من الحضور!. وتابعت: "أثق أن روح ثورة يناير العظيمة ستطوى حالة الاستقطاب الحادة فى مصر مع إعلان نتيجة الاستفتاء على الدستور، أثق أيضاً أنه مهما كانت النتيجة فستبدأ معها مرحلة من النضال المجتمعى المتنوع والمتعدد للبناء فى جميع المستويات والميادين العامة والأهلية والسياسية والإعلامية والاقتصادية والاجتماعية، الجميع يطرح مشاريعه التى تتشارك حيناً وتتباين أحيانا أخرى، وتتوافق فى شىء وتتغاير فى أشياء.. فى ظل دولة ضامنة تفسح الطريق لانطلاق الإبداعات والطاقات الفردية والجماعية فى محصلة إيجابية من شأنها أن تحلق بمصر إلى آماد وآفاق لا نستطيع أن نتنبأ بمداها".