في ظل الاحتفال باليوم العالمي لمكافحة الرشوة والفساد, أكد علماء الدين أن الالتزام بتعاليم الإسلام هو الضمانة لمواجهة تلك الآفة التي انتشرت في العديد من الدول الإسلامية. وأوضح علماء الدين أن تقديم الرشاوي بجميع أنواعها تضييع لحقوق الفرد والجماعة ويقول الدكتور محمد نبيل غنايم أستاذ الشريعة الإسلامية بكلية دار العلوم جامعة القاهرة: الرشوة عموما وبكل أنواعها وصورها حرام شرعا سواء في الاسلام أو في كل الأديان السماوية وذلك لأنها تعد من أبشع صور الفساد التي تهدد حياة الفرد والجماعة, وأضاف أنه إذا كان البعض أصبح يتحايل علي أخذ الرشوة ويعتبرها كنوع من الهدايا فهذا حرام ولايجوز أيضا بل يعد تزويرا وتحايلا علي الرشوة وأخذها. ويقول رسولنا الكريم صلي الله عليه وسلم: لعن الله الراشي والمرتشي والرائش ايضا أي الوسيط في عملية الرشوة لأنه يشارك في هذه الجريمة ويسهم في أن يأخذ إنسان حقا مستحقا لإنسان آخر لم تتح له الفرصة في أخذ حقه بالوسائل والطرق الطبيعية الأخري ولهذا كله فإن الرشوة بكل صورها وأشكالها حرام, ويجب علي المسلم أن يتجنبها خشية عقاب الله وامتثالا لأوامره وطاعة له ولرسوله. أما الشيخ محمود عاشور الوكيل السابق للأزهر الشريف فيؤكد أنه لا يصح للمسلم أن يتورط في هذه الجريمة الشنعاء التي نهانا عنها الله ورسوله حتي وإن كانت علي هيئة هدية لتسهيل وإنجاز العمل والتي يقدم عليها دائما الفاسدون وأصحاب الضمائر الميتة والذين يلجأون اليها للتحايل علي القوانين والشرائح وأخذ حقوق غيرهم بغير حق. ويضيف الشيخ محمود عاشور أنه إذا كان تقديم الهدية بعد إنجاز العمل وفي حالة عدم الجور علي حقوق الآخرين وعدم الإضرار بهم فلا بأس من تقديمها وبنفوس راضية وعدم الإجبار علي منحها لأن تقديم الهدية في أثناء أو قبل إنجاز العمل يعد صورة من صور الرشوة. ويقول الشيخ أمين عبدالله يوسف إمام وخطيب بوزارة الأوقاف بالشرقية إنه لاشك في أن الرشوة بجميع صورها ومنها أخذ الهدية حرام شرعا والدليل علي ذلك أن الرسول صلي الله عليه وسلم بعث رجلا يدعي عبدالرحمن بن النتيبية إلي البحرين لكي يجمع الصدقات من أهلها فلما رجع الي المدينة قال للرسول هذه الصدقات لكم. أما الباقي فهو لي آخذها لنفسي, فغضب الرسول الكريم غضبا شديدا وقال هل لو جلس احدكم في بيت أبيه كانت ستأتيه هذه الأموال أو الهدايا وهذا دليل علي فداحة هذه الجريمة في حق الناس والمجتمعات وما يؤخذ بسيف الحياء فهو حرام ويؤكد لنا الرسول صلي الله عليه وسلم أن كل لحم نبت من حرام فالنار أولي به وعلي ذلك فإن علي المؤمن أن يتجنب الوقوع في تلك الآثام ويتجنبها حتي تستقيم الحياة ويطمئن الناس علي حقوقهم.