في مقالها بصحيفة هاارتس الإسرائيلية كشفت الصحفية اليسارية أميرة هاس النقاب عن أن البدو الفلسطينيين سيكونون بمثابة الضحية الأولي للمشروع الاستيطاني في المنطقةE1 الذي أقرته حكومة بنيامين نيتانياهو مؤخرا مشيرة إلي ان عشرة تجمعات بدوية فلسطينية تعيش في نطاق المنطقة سيتم طردهم منها إذا دخل المشروع حيز التنفيذ. وقالت إنه حتي لو واصلت إسرائيل تجميد خطة البناء موضع الحديث, فان هذه التجمعات العشرة إلي جانب نحو عشرة تجمعات أخري تعيش في المنطقة التي بين القدس ومستوطنة معالية ادوميم وإجمالا نحو2300 نسمة يعيشون خطر الاقتلاع. وتخطط إسرائيل منذ سنوات لتجميع هذه التجمعات البدوية في مناطق ج في الضفة الغربية. في نوفمبر الماضي وكما تقول أميرة هاس فقد أبلغت السلطات الإسرائيلية محكمة العدل العليا بان في نيتها أن تستكمل في غضون سنة اقتلاع التجمعات البدوية في أطراف القدس, وعلي رأسها سكان المنطقةE.1 وقال أحد أفراد عشيرة الجهالين الموجودة في الخان الاحمر بالقدس ل هاآرتس ان الادارة المدنية ابلغتهم بانها تنوي ان تنقلهم الي بلدة دائمة في منطقة أريحا, حيث يعيش فلسطينيون من أرجاء الضفة منذ الان. ونقلت عنه قوله: نحن نرفض الانتقال الي هناك. اذا لم يسمحوا لنا بالعودة الي النقب فمن حقنا علي الاقل ان نبقي ونعيش في المكان الذي نعيش فيه منذ عشرات السنين, قال. في المكان الذي يخصصوه لنا يسكن الناس منذ الان. وقالت الادارة المدنية لنا ان السكان هناك يسكنون بشكل غير قانوني, وان منازلهم, من طابقين ستهدم. ونحن لا نوافق علي أن يطرد اناس آخرون بسببنا, فضلا عن حقيقة أن هذا المكان ليس مناسبا لنا. خطة الادارة المدنية ستهدم نمط حياتنا التقليدي وستؤدي الي الانحلال الداخلي. وتتوقع لجنة الدفاع عن التجمعات البدوية في المنطقة, التي تشكلت قبل نحو سنتين, ان يتدخل الاتحاد الاوروبي في الامر. نحو80 في المائة من البدو الذين يعيشون في الأطراف الشرقية للقدس مسجلون كلاجئين, معظمهم من عائلات طردتها اسرائيل في بداية الخمسينيات من تل عراد وحتي عام1967 واصلوا العيش حسب نمط حياتهم التقليدي تربية ورعاية الماشية في الضفة وفي غور الاردن. ومنذ احتلال الضفة في1967 تقلص المجال الذي سمح لهم بالتحرك والرعي فيه, لان اسرائيل أعلنت عن مناطق واسعة كميادين اطلاق نار وخصصت اراضي اخري للمستوطنات. وتحظر اسرائيل علي البدو البناء والارتباط بشبكات البنية التحتية أو أن يضيفوا خياما للايفاء بمتطلبات الزيادة الطبيعية للسكان. وبسبب توسيع معالية ادوميم في1967, اجبرت نحو150 عائلة من عشيرة الجهالين علي الانتقال الي منطقة في أبوديس, قرب المزبلة. وفي الجانب الآخر رفعت السلطة الفلسطينية طلبا الي مجلس الامن الدولي بوصفها ممثلة لدولة تتمتع بوضع مراقب في الاممالمتحدة للعمل علي عجل لوقف البناء غير القانوني لاسرائيل في المستوطنات. وفي الرسالة التي بعثت بها السلطة الي المجلس جاء ان تسريع وتيرة البناء هو بلا ريب جزء من الرد المفعم بالتحقير من جانب اسرائيل علي التأييد الجارف لضم فلسطين مراقب في الاممالمتحدة. الجدير بالذكر أن المشروع الجديد ينص علي بناء أكثر من ثلاثة آلاف وحدة استيطانية في المنطقة بين مستوطنة معالية أدوميم والقدسالشرقية وهو ما يعني فصل القدس عن بقية الضفة الغربية تماما.