من المتوقع ان تقوم الحكومة الاسرائيلية بطرد البدو بالقوة من اراضيهم التي يعيشون فيها لعقود بصحراء النقب بالضفة الغربية؛ وذلك لإجلائهم من المنطقة " س" التي تخضع للسيطرة المدنية والعسكرية الإسرائيلية. وتعتمد الخطة علي إعادة توطين البدو في أجزاء أخرى من الضفة، ووفقاً للعديد من التقديرات فإن ما يزيد عن 27 ألف بدوي يعيشون في الضفة الغربية خاصة بالمنطقة "س".
ووفقاً لصحيفة "هآرتس " فإن أول منطقة سيتم توطينها ستستوعب حوالي 2400 من البدو في المنطقة الشرقية من القدس، والتي ستسهل علي إسرائيل خطتها الاستيطانية "معاليه ادوميم" لخلق تواصل جديد ما بين اليهود ومنشآتهم وصولاً الي القدس.
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن الخطة تعتمد على النقل "الدائم" للبدو من اماكنهم وذلك من مصادر دبلوماسية ومنظمات الاغاثة الدولية .
ومنذ اسبوعين تواجد العديد من موظفي الإدارة المدنية بالحكومة الإسرائيلية بصورة دائمة في منطقة "الجهالين" البدوية شرق "العيزرية" والتي انشأت عام 1990 بالمنطقة الشرقية من القدس، وحينما تساءل سكان المنطقة عن سبب تواجدهم كان الرد وفقاً للروايات المحلية أنهم يفحصون المنطقة التي سيتم إعادة توطين البدو فيها في يناير 2010.
وعلي مدار الأشهر القليلة الماضية سمع سكان المخيمات عن تكرار زيارات الموظفين الإسرائيليين للمنطقة، وأنهم سيقومون بإجلاءهم بالقوة.
وفي تلك الفترة قامت كل من الإدارة المدنية الاسرائيلية ووزرة الدفاع بزيادة عمليات هدم المخيمات الصفيح وكذلك تبوير أراضي الرعي.
من جانبهم، قال ممثلون عن البدو والمنظمات غير الحكومية الدولية إنهم علي استعداد لتقديم المساعدات للوقوف في وجه مضايقات العمليات الاستيطانية.
وفي نهاية يوليو الماضي تم تفكيك المخيمات الأربعة الواقعة شرق مدينة رام الله بمنطقة البقعة، ولجأ السكان الي الاراضي المجاورة بعدما هاجم المستوطنون المخيمات وألقت الشرطة الإسرائيلية القبض علي أربعة من سكان المخيم.
ومن المحاداثات مع المسئولين الاسرائيليين وممثلي المنظمات الدولية تم التوصل الي خطة لنقل البدو بالقوة علي افتراض أن الإدارة المدنية بمنطقة ( ج) الخاصة باتفاقية اوسلو بهدف بناء المستوطنات الاسرائيلية والمناطق العسكرية .
جدير بالذكر ان المنطقة ( ج)والتي تشكل اليوم نحو 60% من اراضي الضفة الغربية ، وهي المنطقة الجغرافية التي تم انشاؤها خلال المفاوضات ما بين اسرائيل والسلطة الفلسطينية في عام 1955 وتم ضمها الي المناطق الادارية عام 1998 .
ووفقاً ل "الاممالمتحدة" و "مؤسسة الصليب الاحمر الدولي" فإن المنطقة هي "منطقة محتلة" ومن غير القانوني ان يتم استيطانها حيث ان المحتل ليس له الحق في طرد مواطنيها وينبغي ان يعيش السكان علي قدر عالي من الرفاهية.
ومن المستهدف توطين 2400 بدوي نحو 20 مخيم شرق مدينة القدس ، والغالبية منهم المطرودين من النقب عام 1948 ، والبعض يعيش علي الاراضي التي اعلنت اسرائيل انها اراضي الدولة اليهودية عام 1980 .
والآخرون يعيشون علي اراض خاصة مستأجرة من القري الفلسطينية ، التي تم الحاقها بالكامل لولاية "ادوميم" عام 1980 . وحينما توسعت اسرائيل في انشاء مستوطنة " معاليه ادوميم" قام البدو " الجهالين" بمغادرة المنطقة التي يعيشون فيها منذ عام 1950 ، وتم ترحيل عشرات المواطنين بالقوة قرب المسجد الاقصي ليسكنوا حاويات قديمة .
وبعد معركة قانونية وصلت مجموعات من قبيلة "الجهالين " الي اتفاق مع السلطات حيث سيتم اعداد خطة رئيسية بالنسبة لهم تعطيهم الحق في التأجير وستدفع تعويضات للاسر التي سيتم نقلها.
وبقية البدو سيتم توطينهم علي ثلاثة مراحل وفقاً للمعلومات الواردة عن البدو والمنظمات الدولية .
وستتحرك "الإدارة المدنية" اولاً لنقل عدد غير معروف من العائلات الي قرية "الجهالين" حيث يتم تأجير المنازل حسب اتفاق 1998.
الخطة الرئيسية للقرية ستكتمل عام 2011 حيث في المرحلة الثالثة سيتم اعداد خطة اخري لقياس توطين 150- 250 متر مربع .
كما سيتم اصدار العقود علي اساس حجم الاسرة وكل عائلة ستحصل علي نسبة ما بين 22 الف شيكل و60 الف اعتماداً علي حجمها.
وستبحث الادارة المدنية امكانية انشاء موقعين دائمين آخرين في المنطقة ، وبالقدر ما يمكن فهمه من الحوارات مع الإدارة المدنية فإنه سيتم التوطين في الفترة ما بين 3 – 6 اعوام.