جامعة القناة تحتفل بالذكرى ال51 لانتصارات أكتوبر    «الغباري»: حرب أكتوبر نتيجة منهج تخطيط وإعداد محكم حقق النصر    أحد أبطال حرب أكتوبر: القوات المسلحة انتهجت أسلوبا علميا في الإعداد    تذكار الميلاد الخامس والثمانين للأنبا رويس الأسقف العام    تراجع أسعار الدواجن البيضاء اليوم الأحد 6-10-2024    لتستره على 13 حالة تعدي.. إحالة مسئول الوحدة الزراعية بالباجور للنيابة    «التعليم العالي» تنتج أصنافًا جديدة من بعض الخضراوات    8 أطنان مشتريات البنوك المركزية من الذهب خلال أغسطس الماضي    وزيرة التخطيط والتنمية الاقتصادية والتعاون الدولى تلتقي وزير العمل لبحث الملفات المشتركة    انتخابات أمريكا 2024| ترامب يعود لولاية بنسلفانيا بعد محاولتين اغتيال فاشلة    الأمم المتحدة تعلن إجلاء 142 لاجئا صوماليا من اليمن    سانا: الغارة الإسرائيلية على حمص استهدفت 3 مركبات تحمل موادا طبية وإغاثية    حسام المندوه يقترب من رئاسة بعثة الزمالك في الإمارات    إصابة 7 أشخاص في انقلاب سيارة ميكروباص بقنا| صور    إصابة 7 أشخاص إثر سقوط سيارة بترعة في قنا    «أغانٍ وسينما ودراما».. هكذا جسّد الفن المصري انتصار أكتوبر (فيديو)    يا حظ من يتزوجهم.. تعرف على أكثر 5 أبراج رومانسية    مصطفى قمر يشعل حفل زفاف إبنة علاء مرسى.. صور    «الثقافة» تحتفي بذكرى انتصارات أكتوبر وسط حضور جماهيري كبير    إدارة الموسيقات العسكرية تشارك في حفل لأطفال مؤسسة مستشفى سرطان 57357    كما كشف في الجول.. "من باب سويقة لقلعة الدلتا" غزل المحلة يضم مهاجم الترجي    فيلم «الطريق إلى النصر» يكشف بطولات القوات المسلحة    الحوار الوطني يُحيي ذكرى أبطال حرب أكتوبر المجيدة     الأرصاد تكشف حالة الطقس في مصر غدا الاثنين 7 أكتوبر 2024    وزير الاستثمار يلتقي الرئيس التنفيذي لشركة ماجنوم العقارية لاستعراض مشروعها الاستثماري بالعاصمة الإدارية باستثمارات مليار دولار    القاهرة الإخبارية: الطواقم الإغاثية تمكنت من انتشال أكثر من 30 شهيدا من غزة    «الشربيني» يتابع سير العمل بمحور «عمرو بن العاص».. ورئيس «المركزي للتعمير» يتفقد الأعمال من الموقع    من المستطيل الأخضر إلى ميدان القتال.. قصص جنرالات الكرة المصرية في حرب أكتوبر    أمل رفعت تكتب: النوستالجيا والمكان في رواية شيء من بعيد ناداني للروائي أحمد طايل    صور نادرة.. السادات ومبارك وقيادات مصرية يصلون بالوادي المقدس فى سيناء    حقيقة اعتذار وائل جسار عن حفله في مهرجان الموسيقى العربية ال32 (خاص)    عمار حمدي: كنت أتمنى العودة ل الأهلي.. وأحب جماهير الزمالك    استشاري تغذية: الأسس الغذائية للاعبي كرة القدم مفتاح الأداء الرياضي    سانشو وجاكسون في هجوم تشيلسي أمام نوتينجهام بالدوري الإنجليزي    الشاعر جمال بخيت: الإنتاج الفني لم يتوقف بعد نكسة 67 وسادت روح التحدي    الوادي الجديد.. تنظيم قافلة طبية لمدة يومين في قرية بولاق بمركز الخارجة    وزير الصحة: حملة 100 يوم صحة قدمت أكثر من 105 ملايين خدمة مجانية خلال 66 يوما    غرق طالبين وإنقاذ ثالث بأحد الشواطئ بالبرلس فى كفر الشيخ    الداخلية تقدم تسهيلات للحالات الإنسانية بالجوازات    ضبط عملات أجنبية بقيمة 6 ملايين جنيه فى السوق السوداء    «الداخلية»: ضبط 8 أطنان دقيق مدعم في حملات لمكافحة التلاعب بأسعار الخبز    دعاء الذنب المتكرر.. «اللهم عاملنا بما أنت أهله»    علي معلول مستمر مع الأهلي في حالة واحدة فقط    جارديان: التصعيد مع إيران محفوفا بالمخاطر لإسرائيل لأنها أضعف مما تبدو عليه    عشرات المستوطنين يقتحمون باحات المسجد الأقصى تحت حماية قوات الاحتلال    وزير الرياضة: إجراءات انتخابات الاتحادات الرياضية بدأت.. وهذا موقف قانون الرياضة    إدارة الموسيقات العسكرية تشارك فى إقامة حفل لأطفال مؤسسة مستشفى سرطان 57357    "مزمار الشيطان في بيت رسول الله".. رمضان عبد المعز يوضح: ماذا رد النبي يوم النصر؟    ضبط 3 عصابات و167 سلاحا وتنفيذ 84 ألف حكم خلال يوم    جيسوس مدرب الهلال يشيد بجماهير الأهلي بعد كلاسيكو الدوري السعودي    متصلة: خطيبي بيغير من الشحات في الشارع؟.. وأمين الفتوى يرد    المؤتمر: حرب أكتوبر جسدت أسمى معاني التضحية والفداء    تشاهدون اليوم.. مواجهات قوية للمحترفين في الدوريات الأوروبية    السيسي في ذكرى انتصارات أكتوبر: ستبقى خالدة تذكرنا بتلاحم الشعب والقيادة والجيش    تبون: الجزائر دخلت في طريق التغيير الإيجابي وستواصل مسيرتها بثبات نحو آفاق واعدة    «الإفتاء» توضح.. هل يجوز الأكل على ورق جرائد به آيات من القرآن؟    رسميًا.. سعر الريال السعودي مقابل الجنيه اليوم الأحد 6 أكتوبر 2024 بالتزامن مع إجازة البنوك    تفسير آية | تعرف على معنى كلمات «سورة الفلق»    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



حماس‏..‏ بين الأسرله‏..‏ الفاسدة‏..‏ والحقائق الغائبة‏!‏

استخدمت حماس عدة مصطلحات عدائية ضد مصر‏,‏ وفتحت في الأيام القليلة الماضية النيران علي مصر والمصريين والنظام المصري الذي اتهمته بأنه استخدم غازات سامة في تطهير أحد الأنفاق التي يستخدمها المهربون الفلسطينيون في تسريب بضائعهم‏!‏ وذهب ممثلو حماس الي القول بأن مصر تقوم بعمليات قتل منظم ضد الشعب الفلسطيني وطالبوا السلطات المصرية بفتح تحقيق لمعرفة الأسباب التي اودت بحياة أربعة مهربين من قطاع غزة وإصابة ثلاثة آخرين بتفجيرها نفقا يمر تحت الحدود‏!‏
والحق لقد غابت عن ممثلي حركة حماس عدة حقائق منها أن السلطات المصرية قد نفت حدوث ذلك شكلا وموضوعا‏,‏ وبالتالي لا موجب لاجراء تحقيق‏..‏ والأهم انهم تعمدوا نسيان ان مصر لا تأخذ أوامرها من أحد‏,‏ ولا تعمل كغيرها وفق أجندة ما لمصلحة هذه الجهة أو تلك‏..‏ ناهيك عن أن الحديث عن مصر أو مع مصر يستوجب قدرا كبيرا من الأدب‏..‏ نراه قد غاب كثيرا عن قادة وممثلي حماس في هذه الأيام‏,‏ الحقيقة الغائبة هي ان قادة حماس يكيلون ليل نهار الاتهام لمصر بتجويع الشعب الفلسطيني وغائب عنهم حقيقة ان معبر رفح المصري لا يعمل وفق قاعدة‏(‏ السداح مداح‏)‏ وإنما هناك ضوابط لعمله‏,‏ فهو يفتح ابوابه ويغلقها بحسب قواعد تنظيمية‏..‏ وليس خافيا علي أحد ان الغذاء والدواء والمرضي والطلاب يمرون من المعبر دون تمييز‏,‏ وهناك تعليمات صارمة في هذا الشأن اصدرتها القيادة السياسية المصرية لتخفيف العبء عن إخواننا في غزة أو الضفة الغربية‏..‏ وفي وقت الشدائد كانت قوافل الهلال الأحمر المصري تسبق القوافل الأخري لتقديم الكساء والغذاء‏..‏ ليس في هذا الحال أي شعور بالتعالي أو الشماتة‏,‏ فهو امر ينسجم مع التزامات مصر القومية والعربية‏,‏ فالقيادة المصرية هي الوحيدة التي اعتدنا أن نجد القضية الفلسطينية بكل تفريعاتها وتداعياتها علي الاجندة السياسية المصرية‏..‏ الحقيقة الثالثة هي ان ممثلي حماس قد استمرأوا الهجوم علي مصر‏,‏ فأحاديثهم‏,‏ ومعظمها أحاديث إفك تدور طوال الوقت للنيل من مصر‏(‏ الدور والمكانة والرمز‏).‏ غابت عن هذه الاحاديث إسرائيل التي تسيطر علي عدة معابر‏,‏ لكن دون ان يتحدث عنها قادة حماس‏,‏ وتستخدم الاسلحة المحرمة دوليا في الصدامات ولعل الفوسفور الابيض هو آخر هذه الاسلحة‏,‏ لكن لم نسمع ان قائدا حماسيا قد فتح عقيرته متهما إسرائيل بشيء أو متوعدا العدو بالرد‏..‏ حسبهم وهذا هو ما برعوا فيه ان يناضلوا ليل نهار عبر الفضائيات‏..‏ فيتمترس أحدهم وراء الكاميرات ويصوب أتهاماته لمصر وشعبها ناسيا عن عمد التضحيات الضخمة التي قدمتها مصر للإخوة الفلسطينيين منذ حرب‏1948‏ وحتي اليوم وفي كل الاحوال‏,‏ فالثابت ان مصر ليست في حاجة الي اعتراف هذ النفر من قادة حماس‏,‏ فالتاريخ لا يزيفه هؤلاء أو غيرهم وإنما هو محفور في ضمير الزمن وليس بوسع أحد ان يتلاعب فيه أو به‏!!‏ الحقيقة الرابعة هي ان استعداء مصر ليس من الفروسية في شيء فالقضية الفلسطينية التي تدور حول ضرورة قيام الدولة الفلسطينية هي قضية مشروعة‏,‏ والعدو الذي يماطل ويقوم بالتسويف والتأجيل والارجاء معروف ايضا‏,‏ فلماذا الالتفاف علي ذلك‏,‏ وإعطاء الانطباع بأن الحرب مع مصر وليست مع إسرائيل‏..‏ أم ان قادة هذه الحركة يعملون وفق أجندة أخري لا يعنيها حل القضية حلا عادلا وإنما يعنيها بالدرجة الأولي أن تظل حجة أو ذريعة ليتدخل بمقتضاها هذا الطرف أو ذاك ليجد لنفسه موطئ قدم في رسم المنطقة وتحديد مستقبلها‏.‏ وكلنا يعرف ان مصر ظلت لفترة طويلة تنتظر اللحظة التي توافق فيها فتح وحماس وباقي الفصائل ووضعت ورقتها الشهيرة وصولا الي صوت فلسطيني واحد‏(‏ سيكون داعما في حال تحقيقه للتفاوض مع إسرائيل‏)..‏ لكن حماس ماطلت وأرجأت ونسفت الورقة المصرية لا لشيء إلا لأنها لا تريد سوي ان تبقي حجر عثرة في طريق قيام الدولة الفلسطينية وتروج أكاذيبها التي لا تنتهي حول رؤيتها التي تستقيها من مكاتب وزارات الخارجية التابعة لهذه الدولة او تلك‏..‏
الحقيقة الخامسة هي ان مصر لم تكن في يوم من الايام ضد المقاومة‏..‏ وهاهو الرئيس مبارك في كلمته الشهيرة أمام القمة الاقتصادية في الكويت تحدث بوضوح عن أنه يؤمن تماما بأنه لا بد من وجود مقاومة مادام هناك احتلال‏..‏ وهذا يعني ان احتلال إسرائيل للأراضي الفلسطينية سوف يؤكد مقاومة عربية فلسطينية ستلقي كل التأييد والتقدير والمساندة من كل دول المنطقة‏,‏ لكن ثمة فارقا بين أن تقاوم لكي تحرر ارضك من غاصب محتل وبين ان تتظاهر بذلك وتأخذ من فكرة المقاومة ذريعة لتحقيق مكتسبات ضيقة علي حساب المصلحة العامة هي مصلحة الشعب الفلسطيني في أن تكون له دولة متواصلة الاجزاء وقابلة للحياة‏,‏ وليطوي بها سنوات من العذاب والجوع والاغتيالات لا يعرفها قادة حماس وبالتأكيد‏,‏ وإنما يعرفها ويعانيها الشعب الفلسطيني في الأراضي المحتلة‏.‏
الحقيقة السادسة هي أن حماس هي مجرد فصيل بين فصائل فلسطينية‏,‏ ومن الخطأ اللهث وراء كونها حكومة وبها وزراء ومندوبون وتصدر عنها تصريحات وبيانات‏..‏ فالصغير قبل الكبير يعرف ان إسرائيل هي التي من مصلحتها أن يتجه الحديث إلي حكومتين‏,‏ الأولي في رام الله‏,‏ والثانية في غزة‏,‏ لتؤكد للعالم أن الفلسطينيين منقسمون علي أنفسهم‏..‏ وكلنا يذكر ان الصحافة الإسرائيلية هي التي تحدثت‏,‏ قبل الجميع عن الدولة الحمساوية في مواجهة الدولة الفتحاوية‏..‏ وهدفها من ذلك ان تغيب كلمة فلسطين في الواقع اإعلامي مثلما غيبتها اسرائيل علي الخريطة الجغرافية‏..‏
‏.‏ هذا الأسلوب الذي يرمي إلي أسرلة الخطاب الإعلامي العربي هو بمثابة الطعم الذي ابتلعته حماس وقادتها وممثلوها‏,‏ وهو ما ترفضه مصر‏,‏ فالسلطة الفلسطينية ممثلة في محمود عباس ومجموعته هي الممثل الشرعي الوحيد للشعب الفلسطيني‏..‏ وهذا يعني أن أي حديث عن حكومة حمساوية‏,‏ هو مسايرة لمخطط اسرائيلي يستهدف طمس ملامح القضية الفلسطينية‏.‏ لكنا نربأ بحركة حماس ألا تقع في هذا المحظور‏,‏ لكني ارتأيت انها قد سعدت به‏,‏ وباتت من أكثر المروجين لفكرة وجود حكومتين‏,‏ دولتين وشعبين‏...‏ إنها مجرد حقائق يبدو أنها غابت عن عقول ممثلي حماس الذين اتفقوا علي قضيتهم وصفحوا عن عدوهم الأصلي وعدونا‏(‏ وهو إسرائيل‏)‏ وأخذوا يبحثون عن أعداء وخصو م‏,‏ ناطقين باسم أطراف أخري لا تريد حلا للقضية الفلسطينية‏,‏ وتسعي الي عرقلة أي تسوية لا من قريب ولا من بعيد ارضاء لنزوات وتحقيقا لأطماع ومصالح ليس منها بالتأكيد أمن واستقرار المنطقة‏,‏ ولا قيام الدولة العربية الفلسطينية‏..‏
هوامش‏:‏ تحدثت حركة حماس عن‏140‏ فلسطينيا سقطوا عند معبر رفح المصري وتجاهلوا عشرة آلاف أسير فلسطيني في سجون إسرائيل وعشرات يسقطون يوميا بالرصاص الإسرائيلي ناهيك عن التجويع والتجريف والاغتيال‏..!‏
‏*‏ غاب عن عقل حماس ان عمليات التهريب عبر الأنفاق هي عمليات منظمة تحتكرها جماعات من داخل حماس للثراء والكسب غير المشروع‏..!!!‏
المزيد من مقالات د‏.‏ سعيد اللاوندي


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.