لأول مرة تعود القضية الفلسطينية إلي صدارة الأحداث منذ اجتياح الثورات العربية دول المنطقة منذ نحو عامين, بعد أن نجحت حركة حماس في الوصول بصواريخها بعيدة المدي إلي القدس وتل أبيب. وهو ما أعاد النظر في قدرة إسرائيل العسكرية أحادية الجانب التي لا تقهر, وكشفت عن قدرة ردود الفعل الفلسطينية التي فاجأت العالم في عملية غزة. لقد استغلت إسرائيل انشغال الرئيس الأمريكي أوباما بترتيب إدارته الجديدة للسنوات الأربع المقبلة من ولايته, وانشغاله بالملف الإيراني والأزمة السورية وأفغانستان لتنقض علي الفلسطينيين في غارات وحشية, فهل كان ذلك جزءا من حملة الانتخابات الإسرائيلية التي يقودها رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو لرفع أسهمه ضد منافسيه؟. أم كان الغرض توجيه ضربه للكيان الفلسطيني قبل توجه محمود عباس رئيس السلطة الفلسطينية بطلب للجمعية العامة للأمم المتحدة لنيل صفة دولة عضو في الأممالمتحدة في حدود عام1967 وعاصمتها القدسالشرقية, فيغلق الباب أمام أي أمل له؟. إن تأييد أمريكا لإسرائيل غير المحدود هو الذي سمح لإسرائيل باقتراف جرائمها بحق الفلسطينيين, فهل تستمر الولاياتالمتحدة بدعم إسرائيل وغض الطرف عن مخالفتها للقانون الدولي والإنساني بحجة الدفاع عن النفس؟ أوليس من حق الفلسطينيين أيضا الدفاع عن أنفسهم وأرضهم؟ أم أنه حلال لإسرائيل وحرام علي الفلسطينيين؟. لقد أدي الانقسام الفلسطيني, والصمت العربي عن جرائم إسرائيل وانشغال كل دولة باصلاحاتها الداخلية إلي تراجع القضية الفلسطينية. فهل يتوحد العرب في موقف قادر علي الضغط علي الإدارة الأمريكية لكي تلعب دورا أكثر حيادية وأكثر إنصافا للقضية الفلسطينية, فأي تصعيد آخر سوف يعرض المنطقة بأسرها وكذلك المصالح الأمريكية الحيوية للخطر؟. المزيد من أعمدة مها النحاس